الخميس، 19 أكتوبر 2017

إنجازات ومساهمات العلماء العرب والمسلمين [الجزء السابع]

      بســــم الله الرحـــمن الرحــــيم

اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات الأفاضل، أبنائي وبناتي اﻷحباء، طلابي وطالباتي اﻷوفياء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وصبحكم الله بكل الخيرات والمسرات وجمعة مباركة مع تمنياتي لكم جميعاً بأطيب اﻷوقات وأسعدها.

موضوع يوم هذا الجمعة الفضيل نواصل فيه إلقاء الضوء على إنجازات ومساهمات العلماء العرب والمسلمين. وموضوع اليوم يتعلق بأحد العلماء العظماء الذين تركوا بصمة قوية في تاريخ البشرية وهو إبن النفيس، والموضوع على النحو التالي:

⬇⬇⬇⬇

إبن النفيس هو علاء الدين أبو الحسن علي بن أبي الحزم القرشي ولد في دمشق وعاش في الفترة مابين [607 - 696] هجرية الموافق [1210 - 1298]  ميلادية. درس الطب على أستاذه الدخوري، ثم انتقل إلى القاهرة وعمل بمستشفياتها ولقد تمكن ابن النفيس من اكتشاف الدورة الدموية الصغرى، وظل اكتشافه هذا أمراً مجهولاً لعدة قرون ولقد نسب علماء عصر النهضة في أوروبا والمؤرخون هذا اﻻكتشاف إلى طبيب إنجليزي.

لكن أحد اﻷطباء العرب وهو الدكتور محي الدين التطاوي عام [1924] قام بقراءات مكثفة لأحد كتبه المحفوظة في مكتبة برلين توصل إلى أن فضل بدء اكتشاف الدورة الدموية يعود لإبن النفيس. وبفضل اكتشافه هذا نال الطبيب التطاوي درجة الدكتوراة من جامعة فريبورغ بألمانيا. فيما بعد تم الحصول على نسخ أخرى لكتب إبن النفيس كانت تدرس في مكتبات باريس وأكسفورد

حيث اكتشاف إبن النفيس للدورة الدموية الصغرى مهد الطريق للطبيب الإنجليزي وليام هارفي [1578 - 1657] ميلادية لمتابعة وصف الدورة الدموية الكبرى وعمل القلب كمضخة في جسم الإنسان. كان ابن النفيس نابغة عصره ليس في الطب فحسب بل في عدة علوم فألف كتبا في الطب والفلسفة والنحو والفقه. و قرأ وحفظ مؤلفات الفلاسفة اﻹغريق مثل جالينوس وأبقراط. كما حرص على حفظ كتاب إبن سينا "القانون في الطب" عن ظهر قلب؛ ولقب بابن سينا عصره من حيث مركزه العلمي وتمكنه في الطب. وكانت طريقته في والعلاج تعتمد على أسلوب وتنظيم الغذاء بدلاً من استعمال اﻷدوية وعقاقير العطارين. 

وكان إبن النفيس يعتزم بتأليف موسوعة ضخمة في الطب تتكون من ثلاثمائة جزءاً إﻻ أن المنية عاجلته فلم يكتب منها سوى ثمانين مجلداً. وأهم كتبه في الطب تتعلق بمرض الرمد، تفسير العلل وأسباب اﻷمراض، كما قام باختصار كتاب إبن سينا "القانون في الطب" سماه "موجز القانون" ولقد تمت ترجمة معظم كتبه إلى اللغات اﻷخرى منها الﻻتينية واﻹنحليزية وغيرها من اللغات الأخرى.

قيل عن إبن النفيس:
• بعد أن وصل عمره نحو تسعين عاماً وصف له معاصروه أثناء مرضه بأن يتناول كوبا من النبيذ، لكنه رفض تناوله قائلاً: لا أريد أن ألقى ربي وفي جسمي قطرة خمر اقتضاء بقوله صلى الله عليه وسلم: "ما أسكر كثيره فقليله حرام"

• قبل وفاته وهب منزله ومكتبته ل "مستشفى قلاقون" بالقاهرة

• أول من تم تعينه وظيفة رئيساً للأطباء على مستوى العالم وكان ذلك في مصر

• يعتبر أول من فطن إلى وجود أوعية داخل عضلات القلب تغذيها، وكان أول من وصف الشريان اﻹكليلي وفروعه.

جمعة مباركة وﻻتنسونا من صالح دعائكم.

▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

والله من وراء القصد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق