بســــــم الله الرحــــــمن الرحــــــيم
اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات الأفاضل، أبنائي وبناتي اﻷحباء، طلابي وطالباتي اﻷوفياء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، ومساكم الله بكل خير وجمعة مباركة متمنياً لكم أطيب اﻷوقات وأسعدها.
موضوعنا ليوم هذا الجمعة الفضيل سنستمر في إلقاء الضوء على بعض المفاهيم التي تتعلق بالبترول وذلك بأسلوب بسيط يسهل استيعابه مع اﻻحتفاظ بالمضمون. واليوم سنتطرق إلى "منظمة اﻷوبك"، وهو الموضوع العاشر وقبل اﻷخير والذي هو على النحو التالي:
⬇⬇⬇⬇
◾مع مرور الوقت فطنت الدول المنتجة للنفط للخديعة التي تضمنتها عقود اﻻمتياز المجحفة للشركات النفطية الكبرى أو التي كان يطلق عليها:
[السبع شقيقات The Seven Sisters]
حيت أن هذه العقود تمنح هذه الشركات امتيازات وحقوقاً مطلقة في استغلال النفط من باطن أراضي الدول المنتجة لِمُدَدٍ تتراوح مابين [60 - 75] عاماً مقابل عوائد ضئيلةً جداً للدول المنتجة ﻻتزيد في أفضل الأحوال عن 10% من قيمة النفط المنتج !!
◾ولقد تنبه وزير المناجم والمحروقات الفنزويلي خوان بابلو ألفونزو لذلك كان أول من فكر في تأسيس منظمة أوبك منذ عام 1946 وقد التقى والمهندس السعودي عبدالله حمود الطريقي مدير عام شئون النفط والمناجم أثناء مؤتمر البترول العربي في القاهرة عام 1959 وتﻻقت أفكارهما على ضرورة إيجاد تفاهم بين البلدان المنتجة للنفط والتصدي ضد سيطرة الشركات النفطية العالمية الكبرى
◾بعد اﻻتفاق الذي تم بين هذين المسئولين عقد مؤتمر النفط العربي اﻷول في القاهرة بتاريخ 16 إبريل 1959وهو اجتماع تمهيدي حضرته السعودية والعراق والكويت وعلى هامش المؤتمر تمت لقاءات بين مسئولين النفط العرب مع نظائرهم الفنزويلي واﻹيراني ورفعت توصيات المؤتمر إلى المجلس اﻻقتصادي لجامعة الدول العربية، وأهم هذه التوصيات كانت التشاور المتبادل للوصول إلى سياسة نفطية مشتركة للحد من سيطرة الشركات النفطية العالمية، وأن تتم اللقاءات بينهم بصفة مستمرة
◾وبتاريخ 21 أغسطس 1960 اجتمع المهندس عبدالله الطريقي من المملكة العربية السعودية مع السفير الفنزويلي أنطونيو أروخو في بيروت واقترح عليه بضرورة عقد اجتماع في بغداد يضم خمسة دول مؤسسة وهي: السعودية وفنزويلا والعراق والكويت وإيران وذلك لاتخاذ اﻹجراءات الضرورية لتنفيذ ماتم اﻻتفاق عليه طبقاً لتوصيات مؤتمر النفط العربي اﻷول الذي عقد في القاهرة. وبالفعل قامت الحكومة العراقية بتوجيه دعوات رسمية للدول اﻷربع لعقد اجتماع في بغداد بتاريخ 10 سبتمبر 1960. ولقد تم عقد اﻻجتماع بالتاريخ المحدد في بغداد بين الدول الخمسة وحضور قطر وممثل جامعة الدول العربية بصفة مراقبين. وانتهى اﻻجتماع باﻹعﻻن عن مولد منظمة اﻷقطار المصدرة للبترول [أوبك] بتاريخ 14 سبتمبر 1960
[Organization of the Petroleum Exporting Countries [(OPEC) أوبك]
ولقد تم تسجيل واعتماد منظمة اﻷوبك في هيئة اﻷمم المتحدة في نوفمبر 1962
◾وعند بداية تأسيس أوبك واجهت مقاومة ومعادات شديدة من قبل الشركات النفطية العالمية وذلك للتقليل من أهميتها. لكن إصرار أعضاء أوبك على تماسكها وتضامنها أثبت تواجدها في ساحة السوق النفطية. ولقد قامت الشركات العالمية بعدة محاولات ﻹفشال أوبك على سبيل المثال قامت ببيع النفط بأسعار متدنية، إجراء مفاوضات سرية إنفرادية مع كل دولة في منظمة اﻷوبك، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل
◾وبعد نجاح منظمة اﻷوبك بأعضائها الخمسة رحبت بقبول أي دولة منتجة ومصدرة للنفط بكميات وفيرة، وعلى أن تتشابه مصالحها النفطية مع مصالح الدول المؤسسة للمنظمة؛ لذلك توالى انضمام الدول لعضوية منظمة اﻷوبك، على النحو التالي:
قطر [يناير 1961]؛ ليبيا وإندونيسيا [يونيو 1962]؛ أبو ظبي [نوفمبر 1967] والتي نقلت عضويتها إلى اﻹمارات العربية المتحدة [مارس 1974]؛ الجزائر [يوليو 1969]؛ نيجيريا [يوليو 1971]؛ اﻹكوادور [1973]؛ الجابون [نوفمبر 1975]. وأصبح عدد الدول اﻷعضاء من 5 إلى 12، بعضها ينسحب وبعضها ينضم أما بالنسبة لدولة البحرين وسلطنة عمان فلم يتم انضمامهما لمنظمة اﻷوبك ﻷن إنتاج كل منهما لم يصل للحد اﻷدنى وهو مليون برميل يومياً. وأصبح مقرها الرئيسي والدائم في فيينا عاصمة النمسا.
◾وأهم النتائج الملموسة التي ترتبت على انضمام هذه الدول إلى منظمة اﻷوبك هي أنه خلال عقد من الزمان مابين [1966 - 1977] ارتفع دخل مجموع دول المنظمة من إنتاج النفط من [4,1] إلى [128,4] مليار دوﻻر
وبعون الله تعالى في الأسبوع القادم من يوم الجمعة الفضيل سنلقي الضوء على مجموعة متنوعة من الأسئلة والأجوبة عليها عن النفط والتي لم يتم تغطيتها في الأسابيع الماضية وذلك كالمعتاد بأسلوب سهل وبسيط.
جمعة مباركة ولا تنسونا من صالح دعائكم.
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
والله من وراء القصد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق