بســــــم الله الرحــــــمن الرحــــــيم
اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين ومساكم الله بكل خير متمنياً لكم أطيب اﻷوقات وأسعدها.
موضوع اليوم وصلني برسالة من أحد الأخوة في إحدى مجموعات الواتساب يسأل سؤالاً اقتصادياً يتعلق ب: "سوق الأوراق المالية (سوق الأسهم أو
'البورصة')".
أرجو أن يروق لكم الموضوع ويلقى استحسانكم، وإليكم السؤال وإجابتي عليه على النحو التالي:
⬇⬇⬇⬇
◾السؤال كما وصلني بدون تعديل [كوبي بيست]⬇:
أخي دكتور عبدالرحمن الصنيع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معك .... .... انا من متابعين منشوراتك ومؤجر انشاء الله ، عندى سئوال عن سوق الاسهم أرجوك اخوي عبدالرحمن تجاوبني ولاتهمل رسالتي . والسئوال هو ان ابن عمي كان يستسمر دراهم كثيره في الأسهم وكسبب أموال وصار غني . لكن سبحان الله فجاءة خسر كل اللي كسبه و زود، بالرغم ان اسعار الاسهم مانزلت ، فكيف تفسرك للي حصل لابن عني ؟ هل هو بسبب نظام سوق الاسهم ؟ او مهنا رقابه عليه ؟ أو اللي يسمونهم الهوامير ؟ او وش اللي صار لابن العم ؟
◾إجابتي على السؤال⬇:
بســــــم الله الرحــــــمن الرحــــــيم
أخي الكريم .... ....
سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومساك الله بكل خير، أشكرك على دعائك ومتابعتك واستحسانك لما أنشره، وقبل الإجابة أود أولاً إعادة صياغة مختصرة لسؤالك، والتي هي:
⏪[ كيف يحقق المضاربون أرباحاً كبيرة، ثم فجأة يتكبدون خسائر فادحة ؛؛ أو تختفي أموال المضاربين في سوق الأوراق المالية بينما تحتفظ الأسهم بقيمتها وتظل كما هي، أو ربما يطرأ عليها تغيراً طفيفاً؟ ]
وإجابتي على سؤالك والذي أرجو أن تعتبرها مجرد وجهة نظر و رأي وليس بالضرورة الإجابة الوحيدة أو الصحيحة، كما أرجو القراءة بعناية، والتي هي كمايلي⬇:
◾أولاً: أود تبرئة ساحة نظام سوق الأوراق المالية لأن وحسب قرائاتي أن النظام قد تم تصميمه وِفق أنظمة أسواق الأوراق المالية المعمول به دولياً [ بإمكانك الاطلاع على الرابط أسفل الصفحة ] إذاً فلا غبار على ذلك.
◾ثانياً: بالنسبة للخسائر التي تكبدها بعض المضاربين خاصةً عند نشأة سوق الأوراق المالية و بدايات التداول، ولايزال البعض منهم يخسرون بعد تحقيق أرباح جيدة. إن هذه الاخفاقات تعود لعدة أسباب لعل أهمها:
¤ حداثة سوق الأوراق المالية آنذاك بالنسبة لمجتمعنا، وبالتالي فإن غالبية المضاربين ليس لديهم الإلمام الكافي بالآلية التي يعمل بها السوق
¤ أن القلة الذين لديهم معلومات محدودة
يضاربون بالسوق: أحياناً يحققون أرباحاً لابأس بها، وأحياناً أخرى يخسرون، وسلوكهم داخل السوق يتأثر بالعوامل النفسية، بمعنى إذا كان هناك إقبال شديد على شراء أسهم شركة [س ص ع] فإننا نجد الكثيرون يحذون حذوهم (بالعامية: مع الخيل ياشقرة)
¤ البعض من الذين يرغبون بدخول السوق بمليون أو أكثر فإنهم يعتمدون على السماسرة في البنوك باعتبار أنهم أكثر دراية، فإن الأرباح التي يحققها هؤلاء عادةً تكون أكثر من الخسائر، وذلك بالطبع مقابل عمولة السمسرة
◾ثالثاً: بالنسبة لما يطلق عليهم "الهوامير" فإنهم ليسوا كما يتصورهم الكثيرون "حيتان" أبداً. إنهم سماسرة يعملون لكبار رجال الأعمال والأثرياء داخل السوق. ويتميزون بأنهم يعملون بحرفية ومهنية عالية لما لديهم من خبرة وعلم ودراية بالنظام والكيفية التي تعمل بها آلية السوق مثل: تكوين المحافظ الاستثمارية وتنويع مكوناتها وإدارتها؛ والتحليل الأساسي الذي يشمل التحليل الاقتصادي بالنسبة إلى معدلات كل من التضخم والبطالة ومعدل الفائدة، ويشمل أيضاً تحليل القوائم المالية، ومتابعة تقارير الشركات التي يحصلون عليها قانونياً نظراً لأن نظام السوق يعمل برقابة وشفافية.
ولهم دراية أيضاً بالتحليل الفني الذي يتعلق بالتنبوء بأسلوب علمي عن اتجاه أسعار الأسهم بناء على قراءة وتحليل الرسومات البيانية لتحركات أسعار الأسهم في الماضي. إن كل هذه المعرفة والإلمام لهؤلاء السماسرة يطلق عليها مايسمى بالخبرة عن "كفاءة السوق". إن وهؤلاء الخبراء من السماسرة يعملون جاهدون لتحقيق أكثر أرباح ممكنة لعملائهم حرصاً منهم على تعظيم حصة عمولتهم من تحقيق الأرباح. حيث أن هذا المفهوم [السماسرة المحترفين (كما يحلوا للبعض تسميتهم "هوامير")] يعمل به في كافة أسواق الأوراق المالية في العالم
◾رابعاً: وإجابة لتفسير لماذا ابن عمك بعدما حقق مكاسب كثيرة، وفجأة خسر كل ماعنده بل وأكثر، مما يجعله يشعر بالاحباط. أرجو أن تعلم أخي الكريم بأن إبن عمك ليس الوحيد ولن يكون الأول ولن يكون الأخير الذي سيواجه مثل هذه الأزمة. ولتسهيل استيعاب ما حصل لإبن عمك وغيره، و إجابة على إعادة صياغة السؤال: [ كيف يحقق المضاربون أرباحاً كبيرة، ثم فجأة يتكبدون خسائر فادحة؛؛ أو تختفي أموال المضاربين في سوق الأوراق المالية بينما الأسهم تحتفظ بقيمتها وتظل كما هي، أو ربما يطرأ عليها تغيراً طفيفاً؟ ]. فإني سأذكر لك مثلاً أرجو أن تقرأه بإمعان وياحبذا أن تعيد قرائته، والذي هو على النحو التالي:
⏪ فرضاً أن مضارباً دخل بمبلغ مليون ريالاً ليضارب به في سوق الأوراق المالية وطلب من موظف البنك بتقديم تسهيلات له بمبلغ تسعة مليون ريالاً (ليصبح إجمالي قيمة مبلغ المضارب به في السوق عشرة مليون ريالاً) مع اشتراط البنك استرداد كامل المبلغ (9 مليون) مع نهاية إقفال اليوم، وبالطبع يتم وذلك عن طريق بيع جميع الأسهم التي في محفظته الاستثمارية والتي قد اشتراها في بداية اليوم، وبالتالي تعود الأسهم ثانية إلى السوق لإعادة تداولها [وبالتالي يتمكن البنك من استرداد مبلغ ال 9 مليون ريال الذي أقرضه للمضارب في بداية اليوم].. علماً بأن حدود الذبذبة لأي سهم في اليوم الواحد تقدر عادة ب [10%] ارتفاعاً أو إنخفاضاً.
وهناك احتمالان، هما:
¤ في أفضل الاحتمالات عندما يحقق ربحاً: فإن المضارب سيضاعف قيمة ما دخل به في بداية اليوم أو الإجمالي سيكون 2 مليون ريال؛ بمعنى أنه سيكسب مليوناً واحداً والذي يعادل 10% من إجمالي المبلغ الذي دخل فيه السوق بداية اليوم؛؛ [مليون ريالاً الذي كان معه قبل دخول السوق + ال 9 مليون التي حصل عليها من البنك. إذاً المليونين ريال هما = المليون الذي كسبه + المليون الذي كان معه في بداية اليوم [ المليون الذي كسبه = 10% من إجمالي
10 = 9 +1 مليون الذي ضارب فيها عند بداية السوق ]؛ من ثم يقوم البنك باستيعادة مبلغ ال 9 مليون ريال الذي أقرضه للمضارب في بداية اليوم
¤ و في أسوأ الاحتمالات حينما يخسر:
سيخصر كامل المبلغ [مليون ريالاً الذي كان معه قبل دخول السوق وقبل حصوله على ال 9 مليون ريال من البنك.
إذاً المليون ريال الذي خسره هو الذي كان معه في بداية اليوم [ يعادل 10% من إجمالي
10 = 9 +1 مليون ] وهو المبلغ الذي دخل ليضارب به داخل السوق في بداية اليوم؛ ثم يقوم البنك باستيعادة مبلغ ال 9 مليون ريال الذي أقرضه للمضارب في بداية اليوم
رابط هيئة السوق المالية السعودية:
⬇⬇⬇⬇
https://cma.org.sa/AboutCMA/Pages/AboutCMA.aspx
أخي الكريم هذا مالزم توضيحه والتعقيب عليه بالنسبة للإجابة على سؤالك.
وفقك الله وبارك لك ونفع بك اللهم آمين.
أخوك:
عبدالرحمن إبراهيم الحمد الصنيع
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
والله من وراء القصد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق