الجمعة، 27 مايو 2016

مفاهيم اقتصادية [01]

بسم الله الرحمن الرحيم
اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات الفاضﻻت، أبنائي وبناتي اﻷحباء، طﻻبي وطالباتي اﻷوفياء السﻻم عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وصبحكم الله بكل خير وجمعة مباركة متمنياً لكم أطيب اﻷوقات وأسعدها.

موضوع اليوم ﻷخر يوم جمعة فضيل من شهر رجب، سنبدأ باختصار وبأسلوب بسيط مع اﻻحتفاظ بالمضمون ودقة المعلومات وذلك بإلقاء الضوء على مفاهيم و معلومات هامة في علم اﻻقتصاد. والشرائح المستهدفة من هذه المواضيع هم الشباب والشابات والذين هم يعملون في المجاﻻت اﻷخرى.

اﻷمر الغريب أنه بالرغم من أن كثير من طلاب الجامعات في جميع أنحاء العالم يرون بأن علم الاقتصاد جاف وممل وغير شيق إلا أن غالبيتهم لايدركون بأنهم يستعملون أفكار علم اﻻقتصاد يومياً منذ استيقاظهم صباحاً وحتى خلودهم للنوم مساءً!! على سبيل المثال عند الاستحمام في الصباح: هل أستعمل شامبو [أ] أو [ب]؟! ونفس الشيئ بالنسبة لقالب الصابون؛ و أثناء وقت الراحة قبل صلاة الظهر في وجبة الظهيرة الساعة 11 ظهراً هل ض ساندوتش أو كيكة شوكلاته وأثنائها هل أشرب كوب قهوة أو مشروب غازي أو عصير برتقال أو عصير مشكل؟!. صدق أو لاتصدق إن تفضيلك ﻷي من هذه الاختيارات يعتبر بمثابة أنك اتخذت قراراً اقتصادياً بحتاً.

إن باتباعكم لهذه السلسلة كل يوم جمعة فضيل بعون الله سيتضح لكم بأن علم الاقتصاد ليس مفيداً فحسب بل وإنه ممتعاً وشيقاً.
موضوع اليوم هو اﻷول من سلسلة "مفاهيم اقتصادية" وسنستهله  بتوضيح كلمة "اقتصاد" ثم سنتطرق إلى تعريف علم اﻻقتصاد، وبعدها الموارد اﻻقتصادية والموضوع هو على النحو التالي⬇:

●يعتبر العالم اﻷسكتلندي أدم سميث أول من وضع أسس علم اﻻقتصاد عام 1776 من خﻻل اﻷفكار التي طرحها في كتابه "طبيعة وأسباب ثراء اﻷمم" [The Nature and causes of the wealth of Nations].

إن كلمة "اقتصاد" تعني في اللغة الإنجليزية كلمة "Economics" وهي بالتالي مشتقة من مصطلح مركب من اللغة اليونانية "Okou" وتعني أسلوب و "Nomos" وتعني البيت؛ لذلك فإن المصطلح يعني أسلوب أو قواعد أو قوانين البيت من حيث استخدام الموارد المحدودة المتوفرة في البيت أفصل استخداماً.

وعلى مر العصور تطور استعمال كلمة "Economics" مع تغير أسلوب ونمط الحياة اﻻجتماعية وفكر العلماء. لكن حتى اﻵن لم يتمكن علماء اﻻقتصاد من التوصل إلى تعريف واحد يتفقون عليه، ولقد قرأت 17 تعريف لعلم اﻻقتصاد في عدة مصادر. على أي حال، إن محتوى مضمون التعاريف التي توصلوا إليها تقريباً جميعها تدل على نفس المعنى باستخدام كلمات مترادفة ومصطلحات قريبة من التعاريف اﻷخرى

●سنستعمل تعريف العالم والبروفسور اﻷمريكي بول سامويلسون [Paul Samuelson] الذي حصل على جائزة نوبل في علم اﻻقتصاد عام 1970. ويمكن ترجمة هذا التعريف:

"اﻻقتصاد هو ذلك العلم الذي يدرس ويوضح كيف يمكن لﻷفراد والمجتمع اﻻختيار من بين الحاجات المتعددة التي يرغب في إشباعها أولاً عن طريق استخدام الموارد المتاحة والتي تتسم بالندرة (قلة وجودها) ويمكن استخدامها ﻹنتاج أكثر من سلعة أو خدمة وتوزيع هذا اﻹنتاج لتلبية احتياجات أفراد المجتمع التي تتسم أنها في تزايد مستمر سواءً حالياًً أو في المستقبل"

●يفهم من هذا التعريف أن الموارد المتاحة تتسم بالندرة أو قلة توفرها والتي ستستخدم في تلبية احتياجات أفراد المجتمع المتزايدة. فما هي هذه الموارد النادرة بالنسبة لتلبية احتياجات المجتمع المتزايدة.
يمكن توضيح هذه الموارد النادرة كما يلي:
في علم اﻻقتصاد الكلمات مثل موارد [Resources]؛ أو عوامل [Factors]؛ أو عناصر [Elements] جميعها تدل على نفس المعنى. وبالتالي فإن عوامل اﻹنتاج [Factors of Produtions] التي تستخدم من قبل الدولة أو الشركات الكبرى أو المؤسسات الصغيرة في النشاط الاقتصادي ﻹنتاج وتوزيع السلع والخدمات يمكن تصنيفها على النحو التالي:

(1) اﻷرض [Land] وتشمل الموارد الطبيعية مثل التراب والصخور، المياه السطحية والجوفية، النباتات واﻷشجار، النفط والمعادن والغاز، وكل ما يمكن استخدامه في الصناعة ﻹنتاج السلع والخدمات. وحينما تستخدم اﻷرض باعتبارها وحدة عقارية فإن عائد الدخل يطلق عليه ريع [اﻹيجارات]

(2) العمل أو العمال [Labor] ويشمل كل الموارد البشرية بأشكالها المختلفة مثل القوى العاملة التي تعمل، أو التي يمكن توظيفها في عمليات اﻹنتاج المتعددة وتضم على سبيل المثال العمال المهرة وغير مهرة والمدربة أو غير مدربة، والموظفين في الدوائر الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، والمهنين كاﻷطباء والمهندسين والمحامين واﻷكاديمين والمعلمين واﻻقتصادين والمستشارين؛ وعائد الدخل لهم يطلق عليه الرواتب أو اﻷجور

(3) رأس المال وهو نوعين: رأس المال الحقيقي [Real Capital] في المفهوم اﻻقتصادي يشمل اﻵﻻت والمعدات والمكائن واﻷدوات ومنشآت البنى التحتية (توصيلات المياه والكهرباء والمجاري والهاتف) والفوقية (الطرق والكباري والمباني الحكومية والمدارس والمستفيات والوحدات الصحية واﻷقمار الصناعية) ومباني المصانع والمنشآت التجارية للقطاع الخاص التي تستخدم في إنتاج السلع والخدمات المختلفة ويطلق عليها السلع الرأسمالية؛ ويطلق على العوائد رسوم أو مصاريف أو استحقاقات.

(4) التنظيم أو اﻹدارة أو المبادرة [Organization/Management/Entrepreneurship] وتشمل مجموعة المبادئ واﻷفكار واﻷشخاص المسؤولين عن إدارة المنشأة اﻻقتصادية والتخطيط لها وتسويق منتجاتها؛ وعائد الدخل يطلق عليه الأرباح [Profits]، أو ﻻسمح الله الخسائر [Losses]

●كما يفهم أيضاً من تعريف اﻻقتصاد للبروفسور سامويلسون أنه يتحتم على أفراد المجتمع والدولة اﻻختيار من بين الحاجات المتعددة المتنوعة والمتزايدة بصفة مستمرة باﻻستخدام اﻷمثل للموارد المتاحة والتي تتسم بالندرة، وهذه يطلق عليها المشكلة اﻻقتصادية

وبعون الله يوم الجمعة الفضيل القادم سنتطرق كالمعتاد بأسلوب بسيط وسهل إلى إلقاء الضوء على النظم اﻻقتصادية الثﻻثة والتعرف على كيف يتم اتخاذ القرارات في كل نظام لحل المشكلة اﻻقتصادية، وماهي إيجابيات وسلبيات هذه اﻷنظمة

جمعة مباركة وﻻتنسونا من صالح دعائكم.

__________________________________

والله من وراء القصد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق