الخميس، 28 سبتمبر 2017

أهم إنجازات ومساهمات العلماء العرب والمسلمين [الجزء الرابع]

بســــــم الله  الرحــــــــــــمن الرحــــــــــــيم

الأخوة الأعزاء والأخوات الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وصبحكم الله بكل خير وجمعة مباركة مع تمنياتي لكم جميعاً بأطيب اﻷوقات وأسعدها.

موضوع يوم هذا الجمعة الفضيل نواصل فيه إلقاء الضوء على إنجازات ومساهمات العلماء العرب والمسلمين. وموضوع اليوم يتعلق بأحد العلماء العظماء الذين تركوا بصمة قوية في تاريخ البشرية وهو الفارابي، والموضوع على النحو التالي:

⬇⬇⬇⬇

اسمه "محمد بن محمد بن طرفان" لُقِّبَ بالفارابي نسبة إلى مسقط رأسه مدينة 'فاراب' بتركيا. وكان مولعاً منذ صباه باﻷسفار فتنقل في بلاد الإسلام إلى أن استقر به الحال في بغداد وتعلم هناك اللغات والعلوم الدينية والعلوم الطبيعية والفلسفية.

حياة الفارابي التي عاشها في الفترة مابين [259 - 339] هجرية الموافق
[870 - 950] ميلادية قسمها المؤرخون إلى مرحلتين المرحلة اﻷولى أمضاها في بغداد حيث تعلم اللغات ومنها العربية وأيضاً دَرَسَ هناك علوم الدين والفقه والحديث والتفسير. وبالتالي كانت ثقافة الفارابي لغوية ودينية بجانب لغته التركية تعلم اللغة العربية واﻹغريقية والفارسية.

بعد عشرين عاماً قضاها الفارابي في بغداد انتقل إلى حلب ليعيش المرحلة الثانية من حياته وتواصل مع الأمير سيف الدولة الحمداني الذي قدم له الدعم المعنوي والمادي ليواصل دراسته العلمية.

وكانت حلب حينئذ تعتبر من أرقى البيئات العلمية حيث قابل كبار الشعراء والعلماء والفلاسفة. وبعد ذلك أمضى وقتاً طويلاً في العزلة والهدوء والتأمل والقرأة والدراسة، و بذلك أصبح الفرابي عالماً ناجحاً.

حيث كان له معرفة بالطب. ومن ضمن العلوم التي كان بارزاً جداً وعُرِفَ بها على مدى العصور. كما إنه كتب العديد من الكتب في علم الموسيقى، ويعتبر من أعظم العلماء النظريين في الموسيقى، وقيل إنه كان في صغر سنه يضرب بالعود ويغني. وكتب كثيراً في الموسيقى أشهرها "كتاب الموسيقى الكبير" الذي يعتبره معظم العلماء أعظم مؤلف في الموسيقى العربية منذ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا. وعَرِفَ المنطق والفلسفة والعلوم العقلية والنظرية.

ومن أهم كتبه الرائعة هو كتابه "المدينة الفاضلة" وهو محاولة لوصف جمهورية مثالية منظمةً تنظيماً شاملاً بحيث رئاسة الحكم فيها لفيلسوف صفاته مثل اﻷنبياء. ولم يكتف الفارابي بتأليف الكتب بل إنه ابتكر اﻵﻻت الموسيقية حيث إنه صنع آلة شبيهة بآلة القانون الحالية.

ليس هذا فحسب بل إن  أحد المستشرقين وصفه ب مؤسس  "الفلسفة العربية". ومستشرق آخر قال عنه بأن من يقرأ لكتب فلسفة ابن سينا وابن رشد ﻻبد وأن يجد في كتاباتهما ما يدل على أن لها جذور في فلسفة الفارابي. ومستشرق آخر أطلق عليه "المعلم الثاني" باعتبار أن أرسطو هو المعلم اﻷول.

جمعة مباركة وﻻتنسونا من صالح دعائكم.

▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

والله من وراء القصد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق