بســــم الله الرحــــمن الرحــــيم
《مقارنة بين الليبراليين العرب ونظائرهم الغربيين》
الأخوة الكرام والأخوات الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وصبحكم الله بكل خير متمنياً لكم أطيب الأوقات وأسعدها.
اخترت لكم اليوم موضوعاً هاماً يتعلق بمقارنة بين الليبراليين العرب ونظائرهم الغربيين.
وأهمية هذا الموضوع تكمن في أن بعض الليبراليين أو ممن يدعون الليبرالية في العالم العربي أصبحوا يشكلون خطراً ﻻيستهان به في محاوﻻتهم المستميتة لطمس هويتنا الإسلامية من خلال تغريب ثقافتنا وأخلاقنا وتقاليدنا العربية اﻷصيلة المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف !!!
وأرغب التأكيد هنا بأن ﻻ جملة وﻻ كلمة منقولة من جهة أخرى وبالتالي إن ما أطرحه هنا يعبر عن وجهة نظري الخاصة التي ﻻتستند إلى مصادر وﻻ أدبيات (فقط قراءات تراكمية) لذلك وبطبيعة الحال فإنه من المتوقع أن البعض سيوافقني في بعض النقاط والبعض اﻵخر سيعترض وربما جملةً وتفصيلاً على الطرح كله.
ويسعدني مشاركة آرائكم أو تعليقاتكم، و أوعيدكم بأني سأتمسك بالمقولة: "أن الاختلاف في الرأي ﻻيفسد في الود قضية".
ومن هذا المنطلق ونظراً لتشعب الموضوع فإني سأتطرق إليه باختصار من خﻻل إلقاء الضوء فقط على بعض الجوانب التي أعتقد بأنها هامة وتشكل إحدى أوجه محاور الاختلاف الرئيسية في المقارنة بين الليبراليين العرب ونظائرهم الغربيين، والموضوع هو على النحو التالي:
⬇⬇⬇⬇
يمكن تصنيف الليبراليين العرب وذلك من منظور التربية والنشأة في الصغر، على سبيل المثال:
1- بعض أولياء الأمور المتشددين في تدينهم ﻻسيما اﻷباء [أو المشرفين على تربية الأبناء] يستخدمون المبالغة في التشدد والتعنيف مع أطفالهم أثناء تربيتهم ليغرسوا في نفوسهم تعاليم ديننا السمح. وينجم عن ذلك ليس كراهية الطفل لدينه فحسب بل وحينما يكبر ربما قد يصبح متمرداً ويبحث عن كل ما يتعارض مع التعاليم التي نشأ على كُرْهِها سواءً كان ذلك من خلال القرأة أو متابعة برامج القنوات الفضائية أو مصاحبة اﻷشخاص الذين يشاركونه في كٌرْهِه لتعاليم الإسلام [ﻻحول وﻻقوة إﻻ بالله].
2- أثناء نشأة الطفل إن لم يرى في أحد والديه ﻻسيما اﻷب [أو المشرف على تربيته] القدوة الحسنة في أخلاقه وسلوكياته أو إن ﻻحظ بأن هناك تناقض واضحاً بين التزام والده بدينه وبسلوكه وأخلاقه [ﻻحول وﻻقوة إﻻ بالله]، فإنه حينما يكبر ربما قد تنموا معه الشكوك في مصداقية دينه وبالتالي سيكون من السهل جداً أن يتأثر بأي أفكار قد تضله عن الإسلام.
3- إن الطفل عندما ﻻيتلقى تعاليم الدين الإسلامي الصحيح أو لم يهتم الوالدين أو أحدهما في غرس النبتة الدينية الصحيحة في نفسه أثناء طفولته المبكرة، حينما يكبر ربما قد يصبح مُعرَض للتأثر بأي أفكار أو أيدولوجيات قد تبعده عن دينه.
4- إن الطفل حينما ينشأ في وسط بيئة مسلمة، لكن الغالبية العظمى في البيئة الأخرى المحيطة به أنهم بعيدين كل البعد عن تعاليم دينهم [ﻻحول وﻻقوة إﻻ بالله] بالطبع قد سيكون من السهل أن يقع فريسة للأفكار التي قد تضله عن دينه [والعياذ بالله]
إن مثل هذه اﻷسباب وغيرها تزرع في نفسية الطفل النزعة للبحث عن البديل. وهذه النزعة في غالب الأحيان تجعل البعض من هؤﻻء اﻷطفال عندما يكبروا ينبهروا بحياة الغرب والحضارة التي وصلوا إليها، ومن منطلق شعار التحرر [الليبرالية] والبحث عن الترف الفكري فإننا نجد الكثير (إلا من رحم ربي) من الطبقة المثقفة يتجه نحو متابعة فكر ثقافة الغرب من خلال قرأة الكتب أو المترجم منها أو من خلال متابعة برامج القنوات الفضائية أو وسائل الإعلام اﻷخرى أو منتديات الحوارات الفكرية في الشبكة العنكبوتية أو وسائل التواصل الاجتماعي لدرجة أنه قد يصبح متأثراً بل وربما أحد المساهمين في إقحام الثقافة الغربية، ربما من خلال نفس الوسائل التي تَشَرَّبَ منها هذه الثقافة الدخيلة، إلى مجتمعنا المسلم [ﻻحول وﻻقوة إﻻ بالله].
لكن الترف الفكري لليبراليين العرب ﻻبد وأن يصطدم مع الحقيقة المُرَّة والتي مفادها أنه ﻻيمكن ﻷي ليبرالي عربي مسلم أو يدعي الليبرالية بأن يتقبل أن المرأة في حياته [أمه، زوجته، إبنته، أخته، إحدى محارمه، أو إحدى قريباته] تسلك سلوك المرأة الغريبة [الليبرالية] !!
أما بالنسبة ﻻبتعاد الليبراليين الغربيين عن دينهم [المسيحية] فالأسباب تاريخية تكمن في صلب العقيدة. حيث خلال عصر النهضة في أوروبا خاصةً بين القرنين
[15 - 16] حينما اﻻكتشافات العلمية كانت تتعارض مع تعاليم الدين المسيحي (المُحَرَّف) بدأت الكنيسة تضطهد وأحياناً أخرى تقتل العلماء. وبالطبع إن تعارض اﻻكتشافات العلمية مع الديانة المسيحية ليس بسبب الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى عليه السلام بل بسبب تحريفه بعد وفاته مباشرةً من قِبَل القديس بولوس [St. Paul] الذي كان يهودياً واعتنق المسيحية وقام بكتابة اﻹنجيل متأثراً بديانته اليهودية؛ وعلى مر العصور ظهرت نسخ عديدة ومترجمة إلى لغات مختلفة أكثر تحريفاً من اﻹنجيل الذي كتبه القديس بولس !!
ويتضح اﻷن أن أسباب ابتعاد الليبراليون الغربيون عن ديانتهم هي أسباب تتعلق في صلب العقيدة المسيحية التي تم تحريفها قبل عصر النهضة بأكثر من خمسة عشر قرناً وإلى زماننا هذا؛؛ بينما أسباب ابتعاد الليبراليون العرب عن الإسلام تتعلق بسوء التربية، وليس لها أية علاقة بالعقيدة أو مع ما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أو مع ما قاله الرسول ﷺ عن الرواة مثل البخاري ومسلم والترمزي، وأهل الثقة من الرواة الأفاضل.
وﻻ يستطيع أي ليبرالي أن يأتي بآية كريمة أو بحديث شريف للرسول ﷺ تتعارض مع العلم أو مع أسلوب حياة المجتمع. وإن هو اعتقد بأنه وجد من خلال بحثه هناك تناقضاً علمياً مع آية كريمة أو حديثاً شريفاً فعليه أن يناقش أحد علماء المسلمين.
الليبراليون العرب إن هم خصصوا جزأً من وقتهم في معرفة المزيد من علوم دينهم خاصةً في مواضيع قوية مثل اﻹعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فإنهم بعون الله سيعودون إلى دين الفطرة.
وخير دليل إننا نجد كثير من العلماء والباحثين والمثقفين في أنحاء مختلفة من العالم يشهرون إسلامهم بينما ﻻنجد هذا يحدث بين نظائرهم المسلمين حينما يضلوا عن دينهم، أي أنهم ﻻيعتنقون الديانات الأخرى بل القلة القليلة منهم (والعياذ بالله) يلحدون والسبب هو بالرغم ما اكتسبوه من علوم الدنيا إلا أن معلوماتهم عن الإسلام ضحلة ربما ﻷن لم يكن لديهم الوقت الكافي أو ربما لأحد الأسباب التي ذكرتها.
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
والله من وراء القصد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق