بسم الله الرحمن الرحيم
اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات الأفاضل، أبنائي وبناتي اﻷحباء، طلابي وطالباتي اﻷوفياء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصبحكم الله بكل خير وجمعة مباركة متمنياً لكم أطيب اﻷوقات وأسعدها.
موضوعنا ليوم هذا الجمعة الفضيل هو الثالث والعشرين من سلسلة "مفاهيم اقتصادية" والثالث عشر في الاقتصاد الكلي، والشرائح المستهدفة من هذه المواضيع هم الشباب والشابات والذين هم يعملون في المجاﻻت اﻷخرى.
⬇⬇⬇⬇
اليوم سنتابع موضوع "النقود والبنوك"
[Money and Banking],
يوم الجمعة الماضي تم نقاش موضوع النقود أما هذا اﻷسبوع سنتطرق إلي البنوك، والذي هو على النحو التالي:
● هناك عدة أنواع من البنوك، أهمها:
البنوك المركزية؛ البنوك التجارية؛ البنوك اﻹسلامية؛ والبنوك المتخصصة.
واليوم سنسلط الضوء على البنوك المركزية، وبعون الله في أيام الجمعة الفضيل القادمة سنتناول اﻷنواع اﻷخرى من البنوك
◾البنك المركزي [Central Bank]:
هو مصرف يتميز بمكانة مهمة وقوية في جهاز الدولة النقدي والمالي، وهو في معظم الدول تمتلكه الدولة أو يعمل تحت إشراف الدولة وسيطرتها.
أول بنك مركزي تم تأسيسه في إنجلترا عام 1694م بسبب عدم قدرة البنوك التجارية توفير النقود لتغطية احتياجات المودعين. وبعض الدول تستخدم مسميات مختلفة، مثلاً: بريطانيا بنك إنجلترا[Bank of England]؛
الولايات المتحدة البنك الاحتياطي الفدرالي
[Federal Reserve Bank]؛
وله فروع في 12 مدينة أمريكية؛ مصر البنك اﻷهلي المصري؛ عندنا في المملكة مؤسسة النقد العربي السعودي [ساما] الحروف اﻷولى ل:
[Saudi Arabian Monetary Agency]؛
والتي تم افتتاحها في الرابع من أكتوبر 1952م، وهي تحت إشراف وزارة المالية. و من أهم وظائف البنوك المركزية:
▪بنك الدولة [The Government Bank]:
تشمل هذه الوظيفة اﻹشراف وتنظيم حسابات الدولة (اﻹيرادات العامة، النفقات) واﻹشراف على استثمار الفائض منها ومدفوعاتها الدولية، وإدارة احتياطيات النقد الأجنبي للدولة، وتنفيذ السياسات النقدية للدولة. كما يتولي البنك المركزي مهمة تقديم المشورة إلى الدولة في الشئون النقدية والائتمانية نظراً لعلاقته الوثيقة مع البنوك التجارية
▪بنك اﻹصدار النقدي [The Bank of Issue]:
تشمل هذه الوظيفة إصدار قيمة العملة المحلية وتثبيتها والمحافظة علي قيمتها في الداخل والخارج ودعمها والعمل على تقوية الغطاء النقدي لها بما يتفق مع أهداف السياسة النقدية للدولة
▪بنك البنوك [The Bank of Banks]:
تشمل هذه الوظيفة اﻹشراف على وتنظيم إنشاء البنوك التجارية والمؤسسات المالية والنقدية والرقابة على عملياتها والاحتفاظ بنسبة من الودائع المودعة لديها، التحكم في سعر الفائدة، فرض خصم على اﻷوراق التجارية المقدمة من البنوك التجارية، إقراض البنوك المحلية عند اللزوم، وإجراء المقاصة بين البنوك وتسوية الحسابات بين البنوك
●أدوات السياسة النقدية:
[Tools of the Monterey Policy]:
السياسة النقدية هي مجموعة اﻷدوات النقدية التي تستخدمها السلطات النقدية في الدولة [غالباً البنك المركزي] للتأثير على النشاط الاقتصادي عن طريق التأثير على عرض النقود في الاقتصاد المحلي؛ وأهم أدوات السياسة النقدية:
▪نسبة الاحتياطي النقدي [Rate of Reserved]:
وهي النسبة من جملة الودائع لدى البنوك التجارية التي يحددها البنك المركزي ويطالب البنوك الاحتفاظ بها لديه. وتختلف هذه النسبة حسب اﻷوضاع الاقتصادية وتتراوح مابين [85 - 90] %؛ بينما فروع البنوك تحتفظ لديها مابين [15 - 20]% من إجمالي الإيداعات اليومية.
و في ظل ظروف الركود والكساد يتبع البنك المركزي سياسة نقدية توسعية من خلال تخفيض نسبة الاحتياطي التي يفرضها على البنوك التجارية مما يؤدي إلى زيادة قدرة البنوك على منح الائتمان [الإقراض] وخلق الودائع، وينجم عن ذلك زيادة العرض النقدي بالمجتمع ويترتب على ذلك انخفاض سعر الفائدة لدى البنوك وبالتالي يزداد حجم الاستثمار ويلازمه ارتفاع نسبة التوظيف وانخفاض نسبة البطالة. أما في ظل ظروف التضخم فإن البنك المركزي سيتبع سياسة نقدية إنكماشية وذلك من خلال رفع نسبة الاحتياطي النقدي لديه
▪سعر الخصم [Discount Rate]:
وهو نسبة سعر الفائدة على القروض التي تقترضها البنوك التجارية من البنك المركزي. وتختلف هذه النسبة حسب اﻷوضاع الاقتصادية وتتراوح مابين [2 - 5] %.
ويَتَّبِع البنك المركزي في أوقات الكساد سياسة نقدية توسعية، حيث يقوم بتخفيض سعر الخصم [سعر الفائدة] على القروض التي يقدمها للبنوك التجارية مما يشجع البنوك التجارية على الإقراض من البنك المركزي وتزداد الاحتياطات النقدية لديها وبالتالي تزداد قدرتها على منح الائتمان [الإقراض] للقطاع الخاص والأفراد، وخلق الودائع وبالتالى زيادة العرض النقدي بالمجتمع ومن ثم انخفاض أسعار الفائدة وبالتالي زيادة حجم الاستثمار والزيادة في مستوى الإنتاج والتوظيف وتخفيض نسبة البطالة.
ويحدث العكس في حالة التضخم، حيث يتبع البنك المركزي سياسة نقدية انكماشية من خلال رفع سعر الخصم [سعر الفائدة] على قروضه للبنوك التجارية وبالتالي يحد من قدرتها على منح الائتمان وخلق الودائع وهكذا
▪عمليات السوق المفتوحة:
[Open -Market Operations]:
وهذه الوسيلة تتمثل في دخول البنك المركزي باعتباره ك بائع أو مشتري في سوق اﻷوراق المالية لما للبنك المركزي من ثقل كبير في التأثير على احتياطيات البنوك المركزية وبالتالي في قدرتها على منح الائتمان [الإقراض] وخلق الودائع ومن ثم العرض النقدي بالمجتمع وبالتأثير على سعر الفائدة وبالتالي على حجم الاستثمار وهكذا.
وللتوضيح: في أوقات الكساد يتبع البنك سياسة نقدية توسعية ويدخل كمشتري في سوق اﻷوراق المالية ويشتري من البنوك كميات كبيرة من هذه اﻷصول المالية مقابل سيولة نقدية يقدمها للبنوك التجارية مما يزيد من احتياطياتها النقدية وبالتالي تزداد قدرتها على منح الائتمان [اﻹقراض] وخلق الودائع في المجتمع مما يؤدي إلى انخفاض سعر الفائدة وبالتالي يزداد حجم الاستثمار وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة مستوى اﻹنتاج والتوظيف وانخفاض نسبة البطالة.
أما في ظل ظروف التضخم يتبع البنك المركزي سياسة نقدية انكماشية ويدخل كبائع في سوق اﻷوراق المالية وهذا بالتالي يقلل من الاحتياطيات النقدية لدى البنوك التجارية، وهكذا
▪سياسة اﻻقناع والتوجيه:
[The Policy of Convincing and Directing]:
تلجأ الدولة عن طريق البنك المركزي لهذه السياسة عندما يكون تأثير السياسات النقدية السابقة غير كافية لتحقيق الأهداف المتوخاة، أو لتدعيم تأثيرها.
فمثلاً لعلاج الفجوة التضخمية يقوم البنك المركزي بإجراء مناقشات مع أو حث البنوك التجارية على: تخفيض مستوى الائتمان [اﻹقراض] مما يؤدي إلى تخفيض العرض الكلي من النقود وبالتالي إلى تخفيض الفجوة التضخمية.
أما في حالة الرغبة في علاج الفجوة اﻹنكماشية فإن البنك المركزي يستخدم سياسات نقدية توسعية وهي عكس السياسة النقدية الانكماشية، أي عن طريق: تخفيض سعر الخصم [سعر الفائدة] على البنوك التجارية؛ تخفيض نسبة الاحتياطي النقدي؛ شراء اﻷوراق المالية؛ إقناع أو توجيه البنوك التجارية بزيادة مستوى الائتمان [اﻹقراض]
وبعون الله تعالى يوم الجمعة الفضيل القادم سيكون الأسبوع الرابع والعشرين من سلسلة "مفاهيم اقتصادية" والرابع عشر لمواضيع الاقتصاد الكلي، وبإذن الله سنتطرق إلى "البنوك التجارية"
[Financial (Commercial) Banks]
كالمعتاد بأسلوب بسيط وسهل.
جمعة مباركة وﻻتنسونا من صالح دعائكم.
___________________________
والله من وراء القصد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق