أجيال في ساحة العمل [الجزء الثالث]

بسم الله الرحمن الرحيم
اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات اﻷفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وصبحكم الله بكل خير متمنياً لكم أطيب اﻷوقات وأسعدها.

نواصل التغطية المختصرة لكتاب يتعلق بأحد المواضيع الهامة ذات صلة بعلم  "الإدارة"، وعنوانه:

《 أجيال في ساحة العمل:
إدارة الصراع في مكان عملك بين جيل:
المحاربون القُدَامَى (التقليديون) [وُلِدُوا قبل 1943]، و جيل الطفرة السكانية [وُلِدُوا (1943 - 1960)]، وجيل التأثير القوي [وُلِدُوا (1960 - 1980)]، و جيل الألفية [وُلِدُوا (1980 - 2004)] 》

وعنوان الكتاب باللغة الإنجليزية:

《 Generations at Work:
Managing the clash of Veterans, Boomers, Xers, and Nexters in your workplace 》
                     

تأليف:
Ron Zemke، Claire Raines, and Bob Filipczak

و تم طبع النسخة الأولى منه بتاريخ 2003، و الطبعة الثانية (والأخيرة) بتاريخ 2013؛ في 300 صفحة بدار نشر:
"جمعية الإدارة الأمريكية"
[American Management Association]

والآن متوفر على جهاز الكُتُب الإلكترونية [Kindle] الذي تُصْدِرَهُ وتُبْيِعَهُ شركة أمازون [Amazon]، و أمازون تُبِيْعُ الجهاز بمبلغ 300 دولار.

والآن نتناول الجزء الثاني من هذا الكتاب:

⬇⬇⬇⬇

أجيال في ساحة العمل [الجزء الثالث]:

        《 ديناميكية تعدد الأجيال في ساحات العمل 》

◾أماكن العمل التي نعيشها في زماننا المعاصر تعج بالمشاعر والأصوات والآراء المتضاربة التي لم يسبق لها مثيل منذ أن تخلى أجدادنا الأولون عن الحقول والمزارع (وحياة البادية) واتجه الكثير منهم نحو المصانع والمكاتب

◾وبالرغم من أن في زمن أجدادنا الأولين وحتى في زمن بدايات ظهور المصانع أن الذين يزالون الحرث ويمارسون الحِرَف كانوا من أجيال متعددة لكنهم كانوا معزولين عن بعضهم البعض من خلال طبيعية تقسيم الهيكل التنظيمي (آنذاك) للمؤسسات الزراعية والصناعية

◾بينما في زماننا هذا إن الأجيال المتعددة يعملون جنباً إلى جنب بل وأحياناً الكتف بالكتف. والسبب هو التعديلات في اللوائح والتشريعات والقوانين التي أجريت على أنظمة  العمل والتوظيف، وأن هذه التطورات أدت إلى كثرة الاحتكاك بين الأجيال المتعددة 

◾وأن الشكل العام للهيكل التنظيمي الذي تم تبنيِّهِ في الشركات ومؤسسات القطاع الخاص والحكومي، والذي استمر العمل في تطبيقه منذ الخمسينيات من القرن الماضي، إنما هو مُسْتَوْحَى ومقتبس من التنظيم العسكري، والذي في ممارسته يغلب عليه طابع الطاعة والولاء لمن هم في السلطات العليا

◾ويلاحظ أيضاً بعض المصطلحات الإدارية التي تستخدم في إدارة المؤسسات المدنية، هي مقتبسة من الإدارة العسكرية؛ على سبيل المثال: استراتيجية [Strategy]، التقيد بالروتين(البيروقراطية) [Beraucracy]، الأوامر [Commands]، التنظيم والتخطيط  [Logistics]، المراقبة والمتابعة [Monitoring and fellow-up]، وغيرها من مفردات
 

وبعون الله تعالى يوم السبت القادم سنتناول الجزء الرابع من موضوع
[ أجيال في ساحة العمل ]. وسنواصل تغطية:

          《 ديناميكية تعدد الأجيال في ساحات العمل 》

___________________________

والله من وراء القصد.

[30] مفاهيم اقتصادية

بسم الله الرحمن الرحيم 
اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات الأفاضل، أبنائي وبناتي اﻷحباء، طلابي وطالباتي اﻷوفياء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وصبحكم الله بكل خير، وجمعة مباركة متمنياً لكم أطيب اﻷوقات وأسعدها.
موضوعنا ليوم هذا الجمعة الفضيل هو الثلاثون من سلسلة "مفاهيم اقتصادية"، العشرون في الاقتصاد الكلي، ويعتبر الموضوع اﻷخير من سلسلة هذه المواضيع. والشرائح المستهدفة هم الشباب والشابات والذين هم يعملون في المجاﻻت اﻷخرى، والذي هو على النحو التالي:

⬇⬇⬇⬇

◾"مقارنة بين اقتصاديات دول العالم"
[Comparison among the Economies of the World Countries]

¤ يعتبر الاقتصاد اﻷمريكي هو أكبر اقتصاد في العالم حيث يبلغ إجمالي الناتج المحلي ما يزيد على [20.5%] من إجمالي الناتج النهائي العالمي؛ يليه اقتصاد الصين [12.5%]؛ ثم اليابان [6%]؛ فالهند [5%]؛ وألمانيا [4%]. أما كل من المملكة المتحدة (بريطانيا) وروسيا وفرنسا والبرازيل فإنها تأتي بعد كل تلك الدول حيث يبلغ اقتصاد كل دولة من هذه اﻷربع دول [3%] من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي في العالم؛ ثم تأتي إيطاليا [2.5%]؛ وبعدها المكسيك [2%]. أما كل دولة من جميع الدول اﻷخرى فإن إجمالي الناتج المحلي لها يعادل أقل من [2%] من الناتج اﻹجمالي العالمي

¤ عند مقارنة الاقتصاديات على مستوى العالم لاينظر فقط إلى إجمالي الناتج المحلي [والذي كما رأينا يدلنا على حجم كل اقتصاد بالنسبة للاقتصاديات اﻷخرى]، لكن لابد من أن ينظر أيضاً إلى نصيب كل فرد [Per Capita Income] من الناتج المحلي الإجمالي  حيث هذا قياساً أفضل (لكنه ليس أكثر دقة) لمستويات المعيشة. على سبيل المثال، في حين تعتبر الصين ذات اقتصاد أكبر من اقتصاد بريطانيا لكن الكثافة السكانية تجعل الأفراد لايتمتعون بنصيب من هذا الناتج اﻹجمالي؛ بينما كل من قطر و لوكسمبورغ والنرويج تعتبر الدول اﻷكثر ثراء بالنسبة لنصيب الفرد من الناتج اﻹجمالي المحلي؛ أما كل من الصومال وليبيريا والكونغو وزيمبابوي فهي الدول اﻷكثر فقراً.

◾اﻵن نتعرف على ترتيب بعض الدول بالنسبة:

(1)= [النسبة المئوية (%) لحجم اقتصاد الدولة من إجمالي الناتج المحلي العالمي]

(2)= [ترتيب اقتصادها عالمياً]

(3)= [ترتيب الدولة بالنسبة لنصيب دخل الفرد من الناتج اﻹجمالي المحلي للدولة
[Per Capita Income]

والمقارنة* هي على النحو التالي⬇:

◾الولايات المتحدة:
(1)= [%20.5]؛ (2)=[1]؛ (3)=[6]

◾الصين:
(1)= [%12.5] ؛ (2)=[2]؛ (3)=[100]

◾اليابان:
(1)= [%6] ؛ (2)=[3]؛ (3)=[6]

◾الهند:
(1)=[%5]؛ (2)=[4]؛ (3)=[129]

◾ألمانيا:
(1)=[%4]؛ (2)=[5]؛ (3)=[21]

◾بريطانيا:
(1)=[%3.1]؛ (2)=[6]؛ (3)=[20]

◾روسيا:
(1)=[%3]؛ (2)=[7]؛ (3)=[52]

◾فرنسا:
(1)=[%3]؛ (2)=[8]؛ (3)=[22]

◾البرازيل:
(1)=[%2.9]؛ (2)=[9]؛ (3)=[76]

◾إيطاليا:
(1)=[%2.5]؛ (2)=[10]؛ (3)=[28]

◾المكسيك:
(1)=[%2.1]؛ (2)=[11]؛ (3)=[61]

◾كوريا الجنوبيا:
(1)=[%1.9]؛ (2)=[13]؛ (3)=[31]

◾كندا:
(1)=[%1.8]؛ (2)=[14]؛ (3)=[14]

◾تركيا:
(1)=[%1.2]؛ (2)=[16]؛ (3)=[66]

◾المملكة العربية السعودية:
(1)=[%0.9]؛ (2)=[22]؛ (3)=[39]

والجدير بالملاحظة هنا:
أن الصين بالرغم إنها ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلا أن ترتيبها المائة بالنسبة لنصيب دخل الفرد من إجمالي الناتج المحلي

* المصدر: مجلة الاقتصادي [عدد خاص ديسمبر 2014]
* Source: The Economist [special edition, Dec. 20014]

هذا كان أخر موضوع من سلسلة "مفاهيم اقتصادية". حيث تناولنا في هذه السلسلة مواضيع هامة في الاقتصاد الجزئي ثم الاقتصاد الكلي.

وبعون الله يوم الجمعة الفضيل القادم سيكون الأسبوع اﻷول الذي سنستهل به سلسلة جديدة بعنوان: "قصة النفط".

كالمعتاد بأسلوب بسيط وسهل.

جمعة مباركة وﻻتنسونا من صالح دعائكم.

__________________________

** مصادر مواضيع "مفاهيم إقتصادية"⬇:

▪الكتاب: مبادئ الاقتصاد الجزئي
المؤلف: عبدالرزاق بني هاشم
الناشر: دار وائل للنشر

▪الكتاب: مبادئ الاقتصاد الكلي
المؤلف: الدكتور السيد محمد السريتي
           الدكتور علي عبدالوهاب نجا
الناشر: الدار الجامعية بالاسكندرية

▪الكتاب المساعد في مبادئ الاقتصاد الكلي
المؤلف: د. أحمد سعيد بامخرمة
            د. محمود حمدان العصيمي
الناشر:  خوارزم العلمية

▪الكتاب: الاقتصاد لكل قارئ
المؤلف: الدكتور حسين عمر
الناشر: دار الفكر العربي

▪Title: Lessons For the Young Economist
Author: Robert P. Murphy
Publisher: Ludwig von Mises Institute

▪Title:  Economics
Author: Paul Samuelson
              William Nordhaus
Publisher: McGraw-hill, Inc.

__________________________    

والله من وراء القصد.

أجيال في ساحة العمل [الجزء الثاني]

                  بسم الله الرحمن الرحيم
اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات اﻷفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وصبحكم الله بكل خير متمنياً لكم أطيب اﻷوقات وأسعدها.

نواصل التغطية المختصرة لكتاب يتعلق بأحد المواضيع الهامة التي تتعلق بعلم  "الإدارة"، وعنوانه:

《 أجيال في ساحة العمل:
إدارة الصراع في مكان عملك بين جيل:
المحاربون القُدَامَى (التقليديون) [وُلِدُوا قبل 1943]، و جيل الطفرة السكانية [وُلِدُوا (1943 - 1960)]، وجيل التأثير القوي [وُلِدُوا (1960 - 1980)]، و جيل الألفية [وُلِدُوا (1980 - 2004)] 》

وعنوان الكتاب باللغة الإنجليزية:

《 Generations at Work:
Managing the clash of Veterans, Boomers, Xers, and Nexters in your workplace 》
                     

تأليف:
Ron Zemke، Claire Raines, and Bob Filipczak

و تم طبع النسخة الأولى منه بتاريخ 2003، و الطبعة الثانية (والأخيرة) بتاريخ 2013؛ في 300 صفحة بدار نشر:
"جمعية الإدارة الأمريكية"
[American Management Association]

والآن متوفر على جهاز الكُتُب الإلكترونية [Kindle] الذي تُصْدِرَهُ وتُبْيِعَهُ شركة أمازون [Amazon]، و أمازون تُبِيْعُ الجهاز بمبلغ 300 دولار.

ونظراً لأنه كتاب غير متوفر باللغة العربية قمت بترجمته (ضمنياً Contextual)، ولأن مواضيع الكتاب طويلة فإني بعون الله سأتناول تغطيتها باختصار خلال عدة أجزاء في كل يوم سبت من الأسابيع  القادمة.

أرجو أن تتابعو مواضيع الكتاب لأنه بالرغم من أنه لقد تم طبعه قَبْلَ 14 عاماً إلا أنه في غاية الأهمية ولايزال له صدى كبير في مجتمع المال والأعمال، كما أرجو أن يلقى اهتمامكم واستحسانكم، والذي هو على النحو التالي⬇:

إن الأفكار التي طرحها المؤلفون الثلاثة في هذا الكتاب تعتبر إحدى المواضيع الشديدة الأهمية في ظاهرها والواسعة في تطبيقاتها على كافة المستويات في القطاعات الثلاثة: الخاص والحكومي والمؤسسات الغير ربحية.

والآن نتناول الجزء الثاني من هذا الكتاب:

⬇⬇⬇⬇

أجيال في ساحة العمل [الجزء الثاني]:

                《 صراع الأربعة الأجيال 》

⏪ المؤلفون الثلاثة توصلوا في دراساتهم إلى النتائج الهامة والتي مفادها:

◾أن هناك تنافس بين الأجيال حيث أن كل جيل يعتقدوا  بأنهم  أكثر ذكاء من ذلك الجيل الذي من قبله، وأن الجيل الذي من قبل يعتقدوا بأنهم أكثر حكمة من ذلك الذي من بعده.

◾وأن أهم الأسباب التي أدت إلى هذا الصراع هي التفاوت بين هذه الأجيال لاسيما بالنسبة إلى القِيَّم، الطموحات، الخلفية الذهنية، وجهات النظر، والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية.

◾أن ظروف الفترة الزمنية التي عاشها كل جيل كان لها تأثيراً قوياً في تشكيل وتباين القِيَّم والطموحات والخلفيات الذهنية والاقتصادية والاجتماعية للأجيال الأربعة؛ على سبيل المثال:

¤ جيل المحاربون القُدَامَى (التقليديون):
[وُلِدُوا قبل 1943]
هؤلاء الذين وُلِدُوا بعد الحرب العالمية الأولى، حيث كانت العائلة أكثر ترابطاً وتماسكاً، وبالتالي المجتمع كان أكثر تحفظاً

¤ جيل الطفرة السكانية:
[وُلِدُوا في الفترة مابين (1943 - 1960)]
هؤلاء الذين وُلِدُوا أثناء فترة بدايات الموسيقى الصاخبة [pop music]، والهرج والمرج [helter skelter]، وأيضاً بدايات انطلاق الأفكار والمفاهيم والشعارات [slogans] التي تنادي بالحريات؛ ونجم عن ذلك بدايات ظهور التفكك الأسري والمشاكل الاجتماعية الأخرى

¤ جيل التأثير القوي:
[وُلِدُوا (1960 - 1980)]
الذين عاصروا ظهور وتطور وانتشار استعمال أجهزة الكومبيوتر، وأيضاً مفهوم المهنية [Professionalism]؛ على سبيل المثال: الهندسة [هندسة مدنية، هندسة كهربائية، هندسة ميكانيكية، وغيرها من تخصصات]؛ الإدارة [شئون الموظفين، المحاسبة، المالية، التسويق، وغيرها من تخصصات]

¤ جيل الألفية:
[وُلِدُوا (1980 - 2004)]
هُمُ جيل الشباب المعاصر، وجيل انتشار القنوات الفضائية [Satellite Channels] ومطاعم الوجبات السريعة
[Fast Food]، والتواصل الإجتماعي [Social Media]

وبعون الله تعالى يوم السبت القادم سنتناول الجزء الثالث من موضوع
[ أجيال في ساحة العمل ].

___________________________

والله من وراء القصد.

مفاهيم اقتصادية [29]

بسم الله الرحمن الرحيم
اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات الأفاضل، أبنائي وبناتي اﻷحباء، طلابي وطالباتي اﻷوفياء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومساكم الله بكل خير وجمعة مباركة متمنياً لكم أطيب اﻷوقات وأسعدها.

موضوعنا ليوم هذا الجمعة الفضيل هو التاسع والعشرين من سلسلة "مفاهيم اقتصادية" التاسع عشر في الاقتصاد الكلي، والشرائح المستهدفة من هذه المواضيع هم الشباب والشابات والذين هم يعملون في المجاﻻت اﻷخرى، والذي هو على النحو التالي:

⬇⬇⬇⬇

● "التنمية الاقتصادية"
[Economic Development]

■مفهوم التنمية الاقتصادية أكثر اتساعاً وتشعباً من مفهوم النمو الاقتصادي [موضوع اﻷسبوع الماضي].
إن مفهوم التنمية الاقتصادية لايقصد به فقط مجرد حدوث زيادة في الناتج أو الدخل المحلي الحقيقي و في متوسط نصيب الفرد منه في المجتمع، بل يتضمن إلى جانب ذلك حدوث تغير جذري في هيكل النشاط الاقتصادي والاجتماعي في الدولة؛ بمعنى حدوث تغير في اﻷهمية النسبية لكل قطاع من قطاعات الاقتصاد المحلي، وتطوير وسائل الإنتاج المستخدمة، وحدوث تغير في أنواع السلع المنتجة، وحدوث تغير في هيكل الصادرات و في هيكل العمالة، وتغير الهيكل الاجتماعي والثقافي للأفراد، وتغير السلوك الاقتصادي للمؤسسات المالية واﻹنتاجية في الدولة. ومن هذا المنطلق، فإن طبيعية الاختلاف بين النمو الاقتصادي عن التنمية الاقتصادية في النقاط التالية:

■طبيعية التغير: النمو الاقتصادي لايهتم بهيكل توزيع الدخل المحلي بين أفراد المجتمع ولا يرتكز على نوعية التغير في اﻹنتاج. لذا فإن النمو الاقتصادي يرتكز على كمية التغير وليس على نوعية هذا التغير. أما التنمية الاقتصادية فتشير إلى التغير الهيكلي المصحوب بزيادة في كمية السلع والخدمات التي يحصل عليها الفرد مع مرور الزمن، وبالتالي فإن التنمية الاقتصادية تتضمن حدوث زيادة في متوسط نصيب الفرد من الدخل المحلي الحقيقي، وأن هذه الزيادة مصحوبة بتحسن نمط توزيع الدخل المحلي لصالح الطبقة الفقيرة، وتضمن تقديم المزيد من الخدمات التعليمية والصحية والسكنية. بمعنى أن الزيادة في الدخل يتم ترجمتها في صورة زيادة كمية السلع وتحسن نوعيتها وبحيث يترتب عليها تحسن نوعي في مستوى المعيشة

■ديناميكية التغير: النمو الاقتصادي يحدث بصورة تلقائية بدون تدخل الدولة، ولذا فإنه يحدث في الدول الرأسمالية التي تتبنى مبدأ الحرية الاقتصادية. أما التنمية الاقتصادية فإنها تحدث بفعل تدخل الدولة، بمعنى أنها عملية محفوزة من الدولة من أجل إحداث التغيرات الجذرية المطلوبة في هيكل النشاط الاقتصادي، و في هيكل توزيع الدخل، وعادة يتم ذلك من خلال الخطط الاقتصادية.
وبناء على ما تم توضيحه فإن عملية التنمية الاقتصادية تهدف إلى التخلص من مظاهر التخلف الاقتصادي ونقل الدول النامية من مرحلة التخلف إلى مرحلة الانطلاق التي تمكنها من مستويات أفضل من التقدم الاقتصادي والاجتماعي للدول النامية.
ويتفق العديد من الاقتصاديين على أن إحداث عملية التنمية في الدول النامية يتطلب ضرورة تركيزها على التنمية الاقتصادية وإعطاء أهمية أكبر للقطاع الصناعي باعتباره أكثر ديناميكية في توليد الدخل وتوفير فرص أكبر للعمالة وإحداث تغير كبير في نوعية وعدد السلع والخدمات المنتجة والعمل على تأهيل وتدريب القوى العاملة والارتفاع بمستوى مهارة عنصر العمل في الدول النامية

وبعون الله يوم الجمعة الفضيل القادم سيكون الأسبوع الثلاثين من سلسلة "مفاهيم اقتصادية" والعشرين، واﻷخير لمواضيع الاقتصاد الكلي، وبإذن الله سنتطرق إلى:

"مقارنة بين اقتصاديات دول العالم"
[Comparison between the economies of the world]

كالمعتاد بأسلوب بسيط وسهل.

جمعة مباركة وﻻتنسونا من صالح دعائكم.

__________________________

والله من وراء القصد.

أجيال في ساحة العمل[الجزء الأول]

            بسم الله الرحمن الرحيم
اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات اﻷفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وصبحكم الله بكل خير متمنياً لكم أطيب اﻷوقات وأسعدها.

اخترت لكم كتاباً جديداً شيقاً جداً يتعلق بأحد مفاهيم "الإدارة" بعنوان:

《 أجيال في ساحة العمل:
إدارة الصراع في مكان عملك بين جيل المحاربون القُدَامَى (التقليديون)، و جيل الطفرة السكانية، وجيل التأثير القوي، و جيل الألفية. 》

وعنوان الكتاب باللغة الإنجليزية:

《 Generations at Work:
Managing the clash of Veterans, Boomers, Xers, and Nexters in your workplace 》
                     

تأليف:
Ron Zemke، Claire Raines, and Bob Filipczak
و تم طبع النسخة الأولى منه بتاريخ 2003، و الطبعة الثانية (والأخيرة) بتاريخ 2013؛ في 300 صفحة بدار نشر:
"جمعية الإدارة الأمريكية"
[American Management Association]

والآن متوفر على جهاز الكُتُب الإلكترونية [Kindle] الذي تصدره وتبيعه شركة أمازون [Amazon]، و أمازون تبيع الجهاز بمبلغ 300 دولار.

ونظراً لأنه كتاب غير متوفر باللغة العربية قمت بترجمته (ضمنياً Contextua)، ولأن مواضيع الكتاب طويلة فإني بعون الله سأتناول تغطيتها خلال عدة أجزاء في كل يوم سبت من الأسابيع  القادمة.

أرجو أن تتابعو مواضيع الكتاب لأنه بالرغم من أنه لقد تم طبعه قَبْلَ 14 عاماً إلا أنه في غاية الأهمية ولايزال له صدى كبير في مجتمع المال والأعمال، كما أرجو أن يلقى اهتمامكم واستحسانكم، والذي هو على النحو التالي⬇:

إن الأفكار التي طرحها المؤلفون الثلاثة في هذا الكتاب تعتبر إحدى المفاهيم الشديدة الأهمية في ظاهرها والواسعة في تطبيقاتها على كافة المستويات في القطاعات الثلاثة: الخاص والحكومي والمؤسسات الغير ربحية.

والآن نتناول الجزء الأول من هذا الكتاب:

⬇⬇⬇⬇

أجيال في ساحة العمل [الجزء الأول]:

◾أولاً لابد من التعريف بالأجيال:
لقد اتفق علماء التاريخ المعاصر
[Contemporary History]
على تصنيف الأجيال على النحو التالي:

1- The Tradionalists (The Veterans) Generation
[born before 1943]

1- جيل المحاربون القُدَامَى (التقليديون)
[ وُلِدُوا قبل 1943]:
هم الذين وُلِدُوا في أعقاب الكساد الكبير، والذين واجهوا العالم بعقلية "أنا أستطيع فعل أي شيئ".

2- The Baby Boomers Generation
[born (1960 - 1943)]

2- جيل طفرة المواليد
[مواليد (1943 - 1960)]:
هم الذين وُلِدُوا وترعروا خلال الحرب العالمية الثانية، وما بعدها، وأن تلك الفترة كانت تتسم بروح التفاؤل الشديد وتوفر الفرص وبدايات التقدم التقني.

3- Xers Generation
[born (1960 - 1980) ]

3- جيل التأثير القوي
[مواليد (1960 - 1980)]:
هم الذين وُلِدُوا وترعروا في ظل جيل الطفرة السكانية و أولئك الذين وُلِدُوا أثناء صعود دول النمور الأسيوية.

4- The Millennials Generation
[born (1980 - 2004)]

4- جيل الألفية [مواليد (1980 - 2004)]:
هم الذين وُلِدُوا من جيل الطفرة والكبار من جيل التأثير القوي.

والجدير بالتنويه بأن هناك تتداخل تقريباً مابين ثلاث وخمسة سنوات بين كل جيلين متتاليين من هذه الأجيال.

وبعون الله تعالى يوم السبت القادم سنتناول الجزء الثاني من موضوع
[ أجيال في ساحة العمل ].

___________________________

والله من وراء القصد.

مفاهيم اقتصادية [28]

بسم الله الرحمن الرحيم
اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات الأفاضل، أبنائي وبناتي اﻷحباء، طلابي وطالباتي اﻷوفياء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومساكم الله بكل خير وجمعة مباركة متمنياً لكم أطيب اﻷوقات وأسعدها.

موضوعنا ليوم هذا الجمعة الفضيل هو الثامن والعشرين من سلسلة "مفاهيم اقتصادية" الثامن عشر في الاقتصاد الكلي، والشرائح المستهدفة من هذه المواضيع هم الشباب والشابات والذين هم يعملون في المجاﻻت اﻷخرى، والذي هو على النحو التالي:

⬇⬇⬇⬇

● "النمو الاقتصادي"
[Economic Growth]:

إن المفاهيم الأساسية التالية توضح مضمون النمو الاقتصادي:

■ النمو الاقتصادي هو حدوث زيادة مستمرة وسريعة في الدخل أو الناتج المحلي الحقيقي عبر الزمن بما يسمح بزيادة متوسط نصيب الفرد منه خلال فترة من الزمن. ومتوسط نصيب الفرد من الدخل المحلي الحقيقي يمكن الحصول عليه بقسمة الدخل المحلي على عدد السكان خلال نفس العام

■ لكي يزيد متوسط نصيب الفرد من الدخل المحلي الحقيقي عبر الزمن لابد وأن يكون معدل نمو الدخل المحلي الحقيقي أكبر من معدل النمو السكاني

■ أن معدل النمو الاقتصادي يساوي معدل نمو الناتج أو الدخل المحلي الحقيقي ناقص [-] معدل النمو السكاني

■ وبالتالي فإنه إذا كان معدل الزيادة في الدخل المحلي الحقيقي يعادل معدل الزيادة في عدد السكان، فلن يترتب على ذلك زيادة في متوسط نصيب الفرد من الدخل المحلي الحقيقي بل يظل ثابتاً

■ أما إذا كان معدل نمو الدخل المحلي الحقيقي أقل من معدل النمو السكاني، فإن نصيب الفرد من الدخل المحلي الحقيقي سوف ينخفض، ومن ثم ينخفض مستوى معيشة اﻷفراد، وهذا ما يعبر عنه بالتخلف الاقتصادي كما هو الحال في العديد من الدول النامية حالياً

■ إذاً وكما يتضح أن الشرط الأول لحدوث النمو الاقتصادي هو أن يكون معدل نمو الدخل المحلي الحقيقي أكبر من معدل النمو السكاني

■ ومن ناحية أخرى يلاحظ بأن النمو الاقتصادي يعني حدوث زيادة في متوسط نصيب الفرد من الدخل المحلي الحقيقي وليس النقدي. وكما ذكرنا سابقاً في اﻷسابيع الماضية أن: الدخل الحقيقي يساوي الدخل النقدي مقسوماً على المستوى العام للأسعار

◾ويشير المستوى العام للأسعار في الإقتصاد المحلي إلى متوسط عام للأسعار السائدة لمجموعة رئيسية من السلع في الإقتصاد، ويمكن قياسه بالرقم القياسي لهذه الأسعار

■ لذلك فإذا كان معدل الزيادة في نصيب الفرد من الدخل النقدي أقل من معدل ارتفاع المستوى العام للأسعار فينخفض متوسط نصيب الفرد من الدخل المحلي الحقيقي

■ أما إذا كان معدل الزيادة في متوسط نصيب الفرد من الدخل النقدي يساوي معدل ارتفاع المستوى العام للأسعار فيظل متوسط نصيب الفرد من الدخل المحلي الحقيقي ثابتاً

■ لذلك ولكي يزيد متوسط نصيب الفرد من الدخل المحلي الحقيقي لابد وأن يكون معدل الزيادة في متوسط نصيب الفرد من الدخل النقدي أكبر من معدل ارتفاع المستوى العام للأسعار

■ إذاً وكما يتضح أن الشرط الثاني لحدوث النمو الاقتصادي هو أن يكون معدل الزيادة في متوسط نصيب الفرد من الدخل النقدي أكبر من معدل ارتفاع المستوى العام للأسعار

وبعون الله يوم الجمعة الفضيل القادم سيكون الأسبوع التاسع والعشرون من سلسلة "مفاهيم اقتصادية" والتاسع عشر لمواضيع الاقتصاد الكلي، وبإذن الله سنتطرق إلى:

"التنمية الاقتصادية"
[Economic Development]

كالمعتاد بأسلوب بسيط وسهل.

جمعة مباركة وﻻتنسونا من صالح دعائكم.

_______________________

والله من وراء القصد.

قاعدة [20/80] الجزء العاشر والأخير

بسم الله الرحمن الرحيم
اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات اﻷفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وصبحكم الله بكل خير متمنياً لكم أطيب اﻷوقات وأسعدها.

واليوم نستمر بتناول الجزء العاشر [الأخير] في مواصلة موضوعاً شيقاً جداً يتعلق بأحد مفاهيم "الإدارة" بعنوان "قاعدة 20/80"، ونظراً لأنه موضوع طويل فلقد تم تناوله في عدة أجزاء خلال الأسابيع الماضيى.
أرجو أن تتابعوه لأنه في غاية الأهمية، وأن يلقى اهتمامكم واستحسانكم، والذي هو على النحو التالي⬇:

قاعدة 20/80 هي إحدى القواعد البسيطة في ظاهرها والواسعة في تطبيقاتها.
لقد أشار ريتشارد كوخ إلى هذه القاعدة في كتابه:

"The [80/20] Principle: The secret of achieving more with less"

وكان باريتو الاقتصادي الإيطالي هو أول من اكتشف القاعدة عام 1897م. هذه القاعدة في مفهومها الأساسي تقول أن 80 % من أهدافنا يمكن تحقيقها بالتركيز على 20 % من الأسباب. ولكن دعونا نلقي نظرة أعمق على ما يعنيه ذلك:

⬇⬇⬇⬇

قاعدة 20/80 [الجزء العاشر] والأخير:

◾مبادئ أساسية في استخدام القاعدة:

تعتمد هذه القاعدة على مبدأين أساسيين يندرج تحتهما كل الخطوات الأخرى:

1- الاختيار الدقيق للعناصر المؤثرة القليلة التي تقع في فئة 20% وللأخرى فئة 80%.

2- الربط القوي بين الوسائل والنتائج بأساليب جديدة ومبتكرة ومتغيرة ومن الواضح أن تطبيق هذين المبدأين يتطلب من المدير قدرة مميزة على حًسْنِ التقدير والذكاء وبُعْد النظر مما يتطلب حسابات وأرقام، وللحصول على تلك الميزة ينبغي الإلمام الكامل بالظروف والملابسات والعلاقات بين الوسائل العاملة وإليك بعضاً من النصائح ياحبذا أن تجعلها نصب عينك:

◾ملاحظات عامة على تطبيق القاعدة:

1- تطلع دائماً إلى الأداء المتميز وحاول الوصول إلى الإنجاز الكبير وحاول دائماً معرفة أهم الوسائل والعناصر الفعالة التي تساهم في هذا الأداء المتميز.

2- لا تتراجع عن المشاركة أو البدء في أي مشروع جديد بسبب حجم الجهد أو الموارد المطلوبة لإنجازه وذلك لأن ما تسعى إليه هو تحقيق 80% من النجاح وليس 100%.

3- اهتم بالفعالية والتأثير على  أوقات متوسطة وقصيرة ولا تشغل بالك بالمدى الطويل، فبطول المدة تتبدل الأحوال والأحداث.

4- حاول دائماً تغيير الوسائل المستخدمة قدر الاستطاعة مع تقييم فاعليتها على فترات قصيرة.

5- يجب أن تسعى إلى التميز في نطاق ضيق (20%) من المجال الذي تظن أنه يمكنك التأثير داخله، ويمكن أن نطلق عليه التركيز الذي يوفر الفعالية والتأثير.

6- اختيارك لأهدافك بدقة لا يعني إيمانك الأعمى بنجاحها رغم تغيير الظروف وسارع في تغيير أهدافك إذا لم تحرز النجاح المخطط له، تغلب على أهدافك قبل أن يتغلب عليها الواقع أو يتغلب عليك المنافسون.

7- اترك الأعمال التي يستطيع غيرك إنجازها بطريقة أفضل وبسرعة أكبر وانتقل إلى المنافسة على أعمال أخرى تستطيع أن تخطف الأضواء فيها.

8- لا تقم إلا بالأنشطة التي تحبها بنسبة 80% وابتعد عن الأنشطة التي لا تحبها، وتذكر أن 20% من المحاولات الفاشلة تسبب 80% من حالات التراجع عن تحقيق الأهداف.

◾خاتمة:

هذه القاعدة التي أوضحناها في هذا الكتاب هي قاعدة وسائلية مُعينَة للقدرة على الإنجاز والتميز ولسنا هنا بصدد النصح لتطبيقها على المعاملات الإنسانية الاجتماعية إلا بعد إعادة الصياغة والبحث في طريقة التطبيق، وتظل هذه القاعدة طريقة ناجحة من طرق الاحتفاظ بالطاقة المهدرة والاستفادة لأقصى حد بالطاقة المبذولة.

وهكذا بحمد الله نكون قد أنهينا بإيجاز أهم الفصول التي جاءت في كتاب:

"قاعدة 20/80"، ومؤلف الكاتب ريتشارد كوخ، وعنوانه باللغة الإنجليزية:
"The 80/20 Principle: The secret of achieving more with less"
تأليف Richard Koch، والذي تم طبعه في 290 صفحة بدار نشر [Crown Business] في نوفمبر 2011م؛ والآن متوفر على جهاز الكُتُب الإلكترونية [Kindle] الذي تصدره وتبيعه شركة أمازون [Amazon] بمبلغ 300 دولار.

___________________________

والله من وراء القصد.