بسم الله الرحمن الرحيم
اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات الأفاضل، أبنائي وبناتي اﻷحباء، طلابي وطالباتي اﻷوفياء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصبحكم الله بكل خير وجمعة مباركة متمنياً لكم أطيب اﻷوقات وأسعدها.
موضوعنا ليوم هذا الجمعة الفضيل هو السابع والعشرين من سلسلة "مفاهيم اقتصادية" السابع عشر في الاقتصاد الكلي، والشرائح المستهدفة من هذه المواضيع هم الشباب والشابات والذين هم يعملون في المجاﻻت اﻷخرى، والذي هو على النحو التالي:
⬇⬇⬇⬇
التخلف الاقتصادي
[Economic Underdevelopment]:
● التخلف الاقتصادي هو ظاهرة الركود والتدهور الاقتصادي المزمن الذي تعاني منه الكثير من الدول النامية
● مظاهر التخلف الاقتصادي
[Manifestations of the Economic Underdevelopment]:
¤ تتباين الظروف والهياكل الاقتصادية للدول النامية حيث تتفاوت فيما بينها تفاوتاً واضحاً في حجم الموارد الاقتصادية المتاحة، و في خصائص البنيان الاقتصادي. وأن مظاهر التخلف تتشعب وتتشابك، ورغم هذه الاختلافات فإن الدول النامية تشترك في عدة مظاهر للتخلف، لعل أهمها:
◾الاعتماد الزائد على الزراعة
[ Over-Reliance on Agriculture ]:
إن النشاط الاقتصادي الرئيسي في معظم الدول النامية هو الزراعة، وحوالي مابين [60 - 70]% من السكان يعملون في القطاع الزراعي ﻷن اﻷنشطة اﻷخرى الغير زراعية لم تنمو بمعدل يتناسب مع الزيادة السكانية بسبب قلة الاستثمارات في القطاعات الاقتصادية اﻷخرى، وبالتالي فإن الزيادة في القوة العاملة يتم امتصاصها في النشاط الزراعي
◾رداءة البنية التحتية والفوقية
Poor Infrastructures and Superstructures
من أكثر مظاهر التخلف وضوحاً وانتشاراً في الدول النامية هو سوء البنية التحتية مثل: إمدادات المياه الصحية والصرف الصحي واﻹنارة، وسائل الاتصال والتواصل، والشوارع وأرصفتها والطرق وسفلتتيها، والسكك الحديدية. وأيضاً سوء البنية الفوقية مثل مباني المدارس والجامعات والدوائر الحكومية والرسمية، والمطارات والموانئ. والسبب الرئيسي يعود إلى قلة المخصصات المعتمدة لصيانة هذه المرافق
◾انخفاض مستوى التعليم
[Low Level of Education]:
تعاني الدول النامية من انخفاض مستوى التعليم، ويتضح ذلك من خلال نسبة المسجلين في كل من التعليم اﻹبتدائي والمتوسط والثانوي مقارنة بالدول المتقدمة. وأدى ذلك إلى تفشي اﻷمية وانتشار الجهل وممارسة البدع والخرافات خاصة بين سكان القرى
◾انخفاض مستوى الصحة
[Low Level of Health]
تعاني الكثير من الدول النامية من أحوال صحية سيئة متمثلة في انتشار اﻷمراض واﻷوبئة وضعف مستوى الصحة العامة، وينعكس ذلك في ارتفاع معدل الوفيات وانخفاض متوسط العمر المتوقع للمواليد
◾انخفاض متوسط دخل الفرد
[Low Per Capita Income]:
إن من أهم مظاهر التخلف التي حظيت باهتمام علماء الاقتصاد هو انخفاض متوسط دخل الفرد في البلاد النامية مقارنة بالمستوى السائد في الدول المتقدمة. ولقد صنف البنك الدولي في تقريره السنوي لعام 2005 دول العالم إلى أربعة أقسام وفقاً لمتوسط دخل الفرد في السنة، على النحو التالي:
¤ أ- دول ذات دخل منخفض يتراوح مابين
[200 - 1,500] دولار سنوياً وتدخل ضمن هذه الفئة تشاد، بنجلاديش، نيبال، بوليفيا، دولتين عربيتين
¤ ب- دول ذات دخل متوسط منخفض يتراوح مابين [1,500 - 3,000] دولار سنوياً وتدخل ضمن هذه الفئة كولومبيا، كمبوديا، باكستان، دولتين عربيتين
¤ ج- دول ذات دخل متوسط مرتفع يتراوح مابين [3,000 - 15,000] دولار سنوياً وتدخل ضمن هذه الفئة بعض دول أوروبا الشرقية، كوريا الجنوبية، عدد من الدول العربية
¤ د- دول ذات دخل مرتفع يتراوح مابين
[15,000 - 40,000] دولار سنوياً وتدخل ضمن هذه الفئة اليابان، الولايات المتحدة، دول أوروبا الغربية، قليل من الدول العربية
◾ضعف رأس المال المتاح
[Weakness of the vailable Capital]:
وهناك شقين من رأس المال وهما رأس المال المادي ورأس المال البشري، وهناك علاقة تأثير متبادل بينهما. على سبيل المثال إن رأس المال المادي له دور رئيسي في عمليات التنمية بينما رأس المال البشري يلعب دوراً هامة في استعمال رأس المال المادي للنهوض باقتصاد البلاد. لذلك نجد أن الدول النامية تعاني كثيراً من ندرة شديدة في رأس المال المتاح مقارنة بالنسبة لعناصر الإنتاج اﻷخرى
◾انخفاض مستوى إنتاجية العامل
[Low Worker Productivity Level]
تعاني الدول النامية من انخفاض كبير في مستوى إنتاجية العامل مقارنة بالمستويات السائد في الدول المتقدمة. وحسب بيانات منظمة العمل الدولية [2002]: أن متوسط إنتاجية العامل في الدول المتقدمة حوالي [59] ألف دولار بينما متوسط إنتاجية العامل في الدول النامية حوالي[3.2] ألف دولار. أي أن متوسط إنتاجية العامل في الدول المتقدمة يعادل [18.4] ضعف متوسط إنتاجية العامل في الدول النامية
◾ارتفاع معدل البطالة المقنعة
[High Rate of the Disguised Unemployment]:
تتخذ البطالة المقنعة في الدول النامية شكل وجود عدد من العمال أو الموظفين في أنشطة إنتاجية لكنهم يزيدون عن احتياجات هذه اﻷنشطة. بمعنى وجود فائض في عنصر العمل يفوق احتياجات النشاط. وتتركز البطالة المقنعة في الدول النامية في القطاع الزراعي
وبعون الله يوم الجمعة الفضيل القادم سيكون الأسبوع الثامن والعشرين من سلسلة "مفاهيم اقتصادية" والثامن عشر لمواضيع الاقتصاد الكلي، وبإذن الله سنتطرق إلى "النمو الاقتصادي"
[Economic Growth]
وفيما بعد إلى موضوع "التنمية الاقتصادية"
[Economic Development]
كالمعتاد بأسلوب بسيط وسهل.
جمعة مباركة وﻻتنسونا من صالح دعائكم.
_________________________
والله من وراء القصد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق