بسم الله الرحمن الرحيم
اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات الأفاضل، أبنائي وبناتي اﻷحباء، طلابي وطالباتي اﻷوفياء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومساكم الله بكل خير وجمعة مباركة متمنياً لكم أطيب اﻷوقات وأسعدها.
موضوعنا ليوم هذا الجمعة الفضيل هو الثامن عشر من سلسلة "أزمات اقتصادية". والشرائح المستهدفة من هذه المواضيع هم الشباب والشابات والذين هم يعملون في المجاﻻت اﻷخرى.
خلال اﻷسابيع القادمة سنتطرق كالمعتاد إلى مواضيع تتعلق ب "التطور التاريخي للأزمات الاقتصادية"
[The Historical Development of the Economic Crises]
واليوم وكل جمعة فضيل وخلال اﻷسابيع القادمة بعون الله سنتطرق بتغطية "اﻷزمات الاقتصادية خلال القرن العشرين":
[The Economic Crises during the Twentieth Century]
واليوم سنتابع موضوع:
"أزمة الكساد الكبير:
[The Great Depression]:
⬇⬇⬇⬇
● أسباب أزمة الكساد الكبير 1929:
[Causes of the Great Depression]:
▪ اختلف الاقتصاديون في تفسيرهم ﻷسباب اﻷزمة. أحد اﻷسباب أرجعها بعضهم إلى ماحدث في الولايات المتحدة وبالتحديد في ولاية فلوريدا حيث كانت اﻷراضي في فلوريدا آنذاك رخيصة جداً ومرغوبة لبناء بيوت لقضاء اﻷجازات والاستمتاع بجمال الطقس والطبيعة الخلابة معاً
▪ وكانت حكومة الولايات المتحدة تفرض رسوماً على من يرغب يشتري عقارات في فلوريدا أن يدفع ما نسبته [10%] من قيمة اﻷرض إلى الحكومة مقابل الحصول على صك ملكية اﻷرض والتي تمنحه حق بناء عقار عليها، ومن حقه بيعه بعد البناء والحصول على ثروة بدون أن يلتزم بإعادة [90%] من ثمن اﻷرض للحكومة. والمالك الجديد سيكون مالكاً للبناء كاملاً باﻹضافة إلى [10%] فقط من قيمة اﻷرض وتمتلك الحكومة [90%] من قيمة اﻷرض
▪ نتج عن ذلك ظاهرة مسعورة لشراء اﻷراضي في ولاية فلوريدا بالبناء والبيع إلى أشخاص آخرين بمبالغ خيالية وحققوا أرباحاً كبيرة مما أدى إلى استمرار صعود اﻷسعار
▪ لكن خلال شهر يناير عام 1926 هبت عاصفة [hurricane] شديدة جداً ضربت ولاية فلوريدا ودمرت الممتلكات، وأصبح المالكون الجدد لايملكون سوى [10%] من قيمة اﻷرض التي عليها أبنيتهم المدمرة
▪ لتعويض الخسائر التي تكبدها ملاك اﻷراضي في ولاية فلوريدا لجأ الكثيرون لملاذ أكثر أمناً وهو المضاربة في أسواق اﻷسهم بشكل جنوني. وكانوا حريصون على شراء أسهم الشركات الكبيرة مما أدى إلى تكدس جميع الاستثمارات في بنوك محددة
▪ ومع بداية شهر سبتمبر 1929 بدأت أسعار اﻷسهم بالتراجع، وبسبب خوف وذعر الناس وبيعهم السريع للأسهم خلال بضعة أيام أدى إلى انخفاضات سريعة في أسعارها، وخوفاً من تراجع أكبر في أسعار اﻷسهم قام عدد كبير من حملة اﻷسهم بعرضها للبيع؛ لدرجة أنه في خلال يوم واحد وهو الخميس 14 أكتوبر 1929م والذي عرف ب [يوم الخميس اﻷسود] تم بيع أكثر من 13 مليون سهم، واستمر الخوف من امتلاك اﻷسهم حتى وصل عدد البيع إلى مايزيد عن 16 مليون سهم للشركات حول العالم
▪ أثناء ذلك وخلال أسبوع بذلت العديد من البنوك الكبيرة قصارى جهدها لوقف الانخفاضات الحادة والسريعة ﻷسعار اﻷسهم لكن مساعيها قد تبخرت ولم تتمكن من السيطرة على الاندفاع الشديد إلى بيع اﻷسهم حيث كان يوم اﻷربعاء 29 أكتوبر 1929م كان أسوأ يوم لتدافع الناس من أجل بيع اﻷسهم التي يملكونها
▪ إن هذه التطورات السريعة أدت إلى انهيار سوق اﻷوراق المالية [سوق اﻷسهم] في وول ستريت في نيويورك؛ أعقبه إفلاس أعداداً لاحصر لها من البنوك والشركات والمصانع والمناجم وكافة الوحدات الإنتاجية في الاقتصاد اﻷمريكي
▪ ولقد امتدت هذه الكارثة الاقتصادية إلى أوروبا وأسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. ونجم عن ذلك أن العاطلين عن العمل آنذاك بلغ عددهم أكثر من 25 مليون في جميع أنحاء العالم؛ هذا باﻹضافة إلى أن أسعار السلع والبضائع بالجملة على مستوى العالم هبطت [30%] من قيمتها السابقة واستمرت في الهبوط بين عامي [1929 - 1932] م مما أدى إلى تلف محصول القطن في الولايات المتحدة، أما كندا فقد قامت بحرق بعض إنتاجها من محصول القمح، واﻷسوأ من ذلك أن البرازيل تعمدت بإغراق محصولها من البن في البحر
وبعون الله يوم الجمعة الفضيل القادم سيكون الأسبوع التاسع عشر من سلسلة "أزمات اقتصادية"، وبإذن الله سنتناول المواضيع التي تتعلق ب:
"اﻷزمات الاقتصادية خلال القرن العشرين"
[The Economic Crises in the Twentieth
Century]
وخلال أيام الجمعة الفضيل من اﻷسابيع القليلة القادمة بمشيئة الله سنستمر بتغطية موضوع:
"أزمة الكساد الكبير 1929
[The Crisis of the Great Depression]
كالمعتاد بأسلوب بسيط وسهل.
جمعة مباركة وﻻتنسونا من صالح دعائكم.
_________________________
والله من وراء القصد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق