الأربعاء، 14 سبتمبر 2016

أزمة اقتصادية [40]

بسمة الله الرحمن الرحيم
اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات الأفاضل، أبنائي وبناتي اﻷحباء، طلابي وطالباتي اﻷوفياء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وصبحكم الله بكل خير وجمعة مباركة متمنياً لكم أطيب اﻷوقات وأسعدها.

واليوم هو اﻷربعون من سلسلة "أزمات اقتصادية" وبعون الله كل جمعة فضيل وخلال اﻷسابيع القادمة سنتطرق بتغطية موضوع "اﻷزمات الاقتصادية خلال القرن العشرين":
[The Economic Crises during the Twintieth Century]

واليوم هو الموضوع اﻷول لتغطية:

"أزمة الاقتصاد الروسي 1998 م"
"Crisis of the Russian Economy 1998"

⬇⬇⬇⬇

● لكي نفهم حقيقة أزمة الاقتصاد الروسي ينبغي أن نعود إلى ما حدث في بداية عقد التسعينيات من القرن العشرين عندما انهار "الاتحاد السوفيتي" و تَحَوَّلَ إلى مجموعة من الجمهوريات من بينها "جمهورية روسيا الاتحادية" وبعض الجمهوريات المسلمة في آسيا الوسطى

● إن هذه الجمهوريات مرت بمراحل تَحَوْل صعبة من النظام المخطط [Planned Economy] إلى نظام اقتصاد السوق (الاقتصاد الحر) [Free Economy]. على سبيل المثال إن أهم إجراءات التحول التي اتخذتها روسيا، كانت:

▪خصخصة المنشآت الحكومية
▪تخفيض الانفاق الحكومي لتحقيق التوازن في الميزانية
• تحرير القيود على أسعار المنتجات من السلع والبضائع
• إزالة القيود على حرية التجارة الخارجية وعلى حرية انتقال رؤوس الأموال من روسيا وإليها

● لكن تحرير اﻷسعار من القيود أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية وغيرها من منتجات أساسية، ونجم عن ذلك انخفاض الدخول للغالبية العظمى من الناس مما أدى لانخفاض الطلب على شراء السلع وبالتالي لارتفاع نسبة البطالة والفقر

● كما أن تخفيض الانفاق الحكومي ووضع إجراءات صارمة على منح القروض أدى إلى نتائج سلبية على الطاقات اﻹنتاجية والعمالة

● كما أن السماح بحرية انتقال رؤوس الأموال أدى إلى هروب كميات كبيرة لهذه اﻷموال من روسيا والتي خلال المدة [ 1992 - 1994] بلغت حوالي [100] مليار دولار، بينما بلغ حجم الاستثمارات اﻷجنبية الخارجية المباشرة في نفس المدة [19.5] مليار دولار

● و في شهر أغسطس 1998 أصدر البنك المركزي الروسي قراراً بتعويم العملة الروسية (الروبل)، و في نفس الوقت أعلنت الحكومة مهلة تسعين يوماً لتسديد القروض اﻷجنبية، وأيضاً تشديد المراقبة على هجرة رؤوس الأموال للخارج، ولقد أدى كل ذلك إلى حدوث ذعر في أسواق المال الروسية وتراجع بعدها سعر صرف الروبل بنسبة [%3.43] وشهدت شوارع المدن الروسية تدافعاً محموماً لشراء الدولار

واﻷسبوع القادم سيكون الواحد اﻷربعين من سلسلة "أزمات اقتصادية"، وبعون الله خلال أيام الجمعة الفضيل من اﻷسابيع القليلة القادمة بمشيئة الله سنستمر بتغطية موضوع:

"أزمة الاقتصاد الروسي 1998 م"
"Crisis of the Russian Economy 1998"

وسنتطرق بإذن الله إلى:
"مسببات اﻷزمة الروسية لعام 1998"
"The Causes of the Russian Financial Crisis 1998"

كالمعتاد بأسلوب بسيط وسهل.

جمعة مباركة وﻻتنسونا من صالح دعائكم.

___________________________________

والله من وراء القصد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق