بسم الله الرحمن الرحيم
اﻷخوة اﻷعزاء واﻷخوات الأفاضل، أبنائي وبناتي اﻷحباء، طلابي وطالباتي اﻷوفياء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصبحكم الله بكل خير وجمعة مباركة متمنياً لكم أطيب اﻷوقات وأسعدها.
واليوم هو الثاني والعشرين من سلسلة "أزمات اقتصادية" وبعون الله كل جمعة فضيل وخلال اﻷسابيع القادمة سنتطرق بتغطية موضوع
"اﻷزمات الاقتصادية خلال القرن العشرين":
[The Economic Crises during the Twentieth Century]
واليوم نستمر بتغطية موضوع:
"أزمة الكساد الكبير 1929"
[The Great Depression]:
⬇⬇⬇⬇
■ أهم الآثار الاقتصادية لأزمة الكساد الكبير:
● إن أعمق آثار هذه اﻷزمة كانت في المعاناة اﻹنسانية خلال مدة قصيرة انخفض الناتج العالمي وتدهورت مستويات المعيشة وأصبح ما يقارب ربع القوة العاملة في الدول الصناعية غير قادرين على إيجاد فرص عمل في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي
● إن تسع دول عانت معاناة شديدة من نسب الانخفاض في الناتج الصناعي بسبب أزمة الكساد الكبير، على سبيل المثال أكثر الدول التي تضررت ونسب الانخفاض في الناتج الصناعي هي:
الولايات المتحدة انخفضت الطاقة الإنتاجية بنسبة [46.8%]؛ بولندا [46.6%]؛ كندا [42.2]؛ ألمانيا [41.8%]؛ تشيكوسلوفاكيا (اسم الدولة آنذاك) [40.4%]؛ هولندا [37.4%]؛ إيطاليا [33.0%]؛ فرنسا [31.3%]
أما الدول التي كانت أقل تضرراً في نسب انخفاض الناتج الصناعي، هي:
البرازيل [7.0%]؛ اليابان [8.5%]؛ السويد [10.3%]؛ بريطانيا [16.2%]؛ الدنمارك [16.5%]
● أما الاقتصاد اﻷمريكي فلقد دخل في مرحلة ركود عصيبة استمرت إحدى عشر عاماً. وترتب عن هذا الركود نتائج كارثية على الاقتصاد اﻷمريكي، على سبيل المثال:
▪تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة أكثر من [50%] خلال أربع سنوات من [103.6] مليار دولار سنة 1929 إلى [56.4] مليار دولار سنة 1933
▪وكان أيضاً من نتيجة هذه اﻷزمة الحادة انهيار النظام المصرفي بعد عشرة أشهر من بداية اﻷزمة؛ إذ أفلس 744 بنكاً، وخلال الثلاثينيات أصبح عدد البنوك التي أشهرت إفلاسها تسعة آلاف بنكاً ونتج ذلك فقدان تسعة مليار دولار من حسابات الادخار
▪وتمخض عن هذه التطورات السلبية فقدان ثقة كبيرة لدى اﻷمريكان في اقتصاد بلادهم؛ حيث توقف الدم عن الجريان في شرايين الاقتصاد وتهاوى نشاط البناء في قطاع الإسكان بنسبة [95%]، وأفلس 85 ألف مشروع، وبلغت نسبة الهبوط في حجم رواتب الموظفين [40%] وأجور العمال [60%]. وتأثير ذلك على البطالة فقد كان كبيراً حيث شهدت معدلات البطالة ارتفاعاً مستمراً إذ وصل معدل البطالة حوالي [25%] أو ما يقارب مليون عامل عاطل.
● هذا فضلاً عن التأثير الكبير للأزمة على الدول التي تتبع النظام الرأسمالي؛ إذ حدثت تغيرات جذرية في هذه الدول، فلقد تحول النظام الاقتصادي الحر إلى اقتصاد موجه (اقتصاد مخطط) على سبيل المثال: بريطانيا قامت بتأميم القطاعات الحيوية مثل شركة إنتاج الفحم؛ وفرنسا أيضاً اتجهت نحو تأميم شركة المترو.
● إن كل هذه السلبيات أدت بالضرورة إلى وصول بعض اﻷنظمة الدكتاتورية إلى سدة الحكم مثل النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا والشيوعية في روسيا. كما انحسرت التجارة العالمية كنتيجة لسياسات الحماية والاكتفاء الذاتي والتي تبنتها العديد من الدول
وبإذن الله اﻷسبوع القادم سنتناول "علاج الكساد الكبير" الذي سيكون الثالث والعشرين من سلسلة "أزمات اقتصادية"، وبعون الله خلال أيام الجمعة الفضيل من اﻷسابيع القليلة القادمة بمشيئة الله سنستمر بتغطية موضوع:
"أزمة الكساد الكبير 1929"
[The Crisis of the Great Depression]
كالمعتاد بأسلوب بسيط وسهل.
جمعة مباركة وﻻتنسونا من صالح دعائكم.
________________________________
والله من وراء القصد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق